اختتمت قمة الرياض أعمالها اليوم، وسط ترقب واسع، ولكن دون إصدار بيان رسمي، مما أثار موجة من الإحباط لدى ملايين المسلمين والعرب الذين كانوا ينتظرون مخرجات واضحة تعكس تطلعاتهم.
وقد زاد من حالة الجدل غياب بعض قادة دول مجلس التعاون الخليجي عن القمة، ما عزز التكهنات حول وجود خلافات في وجهات النظر أو اختلاف في الأولويات بين الدول المشاركة.
انعقدت القمة في ظل أوضاع إقليمية ودولية متوترة، وكان الهدف الأساسي منها هو توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه القضايا الملحة، وفي مقدمتها التصعيد في فلسطين، والحرب في غزة، والعلاقات مع القوى الدولية.
ومع ذلك، فإن غياب البيان الختامي أثار تساؤلات حول مدى التوافق بين القادة، وما إذا كانت الضغوط السياسية والاقتصادية قد لعبت دورًا في عرقلة صدور موقف موحد.
الضجة التي أُثيرت حول القمة تعود إلى الآمال الكبيرة التي عُلِّقت عليها، حيث توقع الشارع العربي والإسلامي أن تخرج بقرارات قوية، خصوصًا فيما يتعلق بـ القضية الفلسطينية، ولكن غياب بيان رسمي جعل البعض يعتقد أن هناك انقسامات أو تحفظات لم يتم تجاوزها.
مع غياب بيان رسمي عن قمة الرياض، تتجه الأنظار الآن إلى القمة الطارئة المزمع عقدها في القاهرة مطلع الشهر المقبل. ومن المرجح أن تلقي نتائج قمة الرياض بظلالها على هذا الاجتماع، حيث قد تؤدي إلى إعادة تقييم طريقة التعامل مع الملفات الإقليمية الساخنة، وربما تزيد من الضغوط على الدول العربية والإسلامية لاتخاذ مواقف أكثر وضوحًا وحسمًا.
وتُعد قمة القاهرة الضوء الأخير في نفق القضية الفلسطينية، حيث تعقد عليها آمال كبيرة في اتخاذ خطوات فعلية تنهي حالة الجمود وتضمن تحركًا عربيًا وإسلاميًا أكثر فاعلية في مواجهة التصعيد الإسرائيلي.
وفي حال لم تحقق القمة المنتظرة نتائج ملموسة، فقد تتعمق حالة الإحباط الشعبي، مما قد يؤدي إلى تداعيات سياسية وشعبية في مختلف الدول العربية والإسلامية.
فهل تكون قمة القاهرة فرصة أخيرة لتوحيد الصف العربي والإسلامي تجاه فلسطين؟ أم أننا أمام استمرار حالة الانقسام والعجز عن اتخاذ قرارات حاسمة؟