إلى جانب شجاعة أهل غزة في التصدي للعدوان الغاشم عليهم، برزت معركة أخرى بسلاح مختلف، وهو سلاح المواليد الجدد. استطاع هذا الشعب الصامد من خلاله تعويض خسائرهم من الشهداء الذين قضوا في حرب طوفان الأقصى.
هذه المعركة الديموغرافية تتعلق بعلم يُعرف بـ «الديموغرافيا»، الذي يدرس التغيرات السكانية لمجموعة معينة تعيش ضمن نطاق جغرافي محدد. وأظهرت الإحصائيات أن الزيادة السكانية في غزة تمثل رسالة قوية تستحيل محوها، مؤكدةً أن هذا الشعب لا يمكن إفناؤه مهما بلغت محاولات أعدائه.
فالواقع يكشف كذب سرديات العدو وأعوانه حول قدرتهم على القضاء على هذا الشعب. ففي الوقت الذي يحاولون فيه الترهيب والتدمير، يتحدى الفلسطينيون بأصوات الحياة والولادة التي تقلب كفة الميزان لصالحهم.
إن صرخات الأمهات تتفوق على كل التهديدات، لتؤكد استمرارية النضال وتوارث القضية. هذا السلاح الطبيعي يعزز من أعداد الفلسطينيين سواء في غزة، الضفة الغربية، أو في الشتات حول العالم، ليولد رجال ونساء جدد يحملون القضية ورايتها.
كما وصف الشاعر الفلسطيني محمود درويش: «رأيت بلاداً يرتقي بها الشهداء ويرفعونها أعلى، يعيدونها خضراء وزرقاء، ويتوارثونها بعزم. ولا ينسون وصايا سلالتهم: أنتم غدنا، فعِيشوا كي نحيا فيكم». هكذا يبقى أهل غزة الباسلة عنواناً للتحدي والأمل، شامخين في وجه محاولات الطمس.
لم نقصد أحداً !!