يجتمع القادة العرب في القاهرة اليوم في واحدة من أخطر اللحظات التي تمر بها الأمة العربية، حيث تتزايد التحديات الإقليمية والدولية، وتتفاقم الأزمات التي تمس الأمن القومي والاستقرار السياسي والاجتماعي في العديد من الدول العربية.
إن هذا الاجتماع لا يجب أن يكون مجرد لقاء بروتوكولي أو منصة للخطابات التقليدية، بل لا بد أن يكون نقطة تحول حقيقية تستجيب لطموحات وآمال الملايين من المحيط إلى الخليج.
أحلام وطموحات الملايين من المحيط إلى الخليج يجب أن تكون محل اهتمام الملوك والرؤساء المجتمعون اليوم في قمة القاهرة، الشعوب العربية تتطلع إلى قرارات حاسمة تعيد للأمة مجدها واستقرارها، وأهم هذه التطلعات تشمل:
1- موقف عربي موحد وقوي ضد الاحتلال الإسرائيلي والجرائم المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط دولياً لوقف العدوان وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
2- إنهاء الانقسامات العربية والعمل بروح الفريق الواحد لحماية المصالح المشتركة، بدلًا من السماح بالتدخلات الأجنبية التي تعمّق الخلافات.
3- إصلاحات اقتصادية واجتماعية تضمن تحسين مستوى المعيشة، وخلق فرص عمل، وتحقيق التنمية المستدامة في كل الدول العربية.
4- إرساء منظومة أمنية عربية قوية لمواجهة التحديات الأمنية والإرهاب، وتعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين الدول العربية.
5- إعادة الدور الريادي للعرب في العالم من خلال استثمار الثروات والقدرات البشرية لتحقيق استقلال القرار السياسي والاقتصادي.
هناك العديد من الإجراءات العاجلة المطلوب اتخاذها فورًا:
– إطلاق صندوق دعم عاجل لـ فلسطين لتوفير الدعم المالي والطبي والغذائي للفلسطينيين، والتواصل مع القوى الدولية للضغط على الاحتلال.
– فرض عقوبات اقتصادية عربية موحدة على أي دولة تدعم الاحتلال الإسرائيلي أو تتورط في العدوان على الشعوب العربية.
– إعادة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك لمواجهة أي تهديدات تمس الأمن القومي العربي.
– التحرك الفوري لإنهاء الأزمات في الدول العربية مثل سوريا، اليمن، ليبيا، والسودان، عبر مبادرات حقيقية تدعم الاستقرار السياسي.
– إصلاح جامعة الدول العربية وتحويلها إلى منظمة قادرة على تنفيذ قراراتها بآليات ملزمة.
يجب أن ترسل القمة رسائل طمأنينة للعرب والمسلمين
– العرب لن يتخلوا عن فلسطين، وستبقى قضيتهم الأولى حتى تحقيق الحرية والاستقلال.
– الوحدة العربية قادمة رغم التحديات، وما يجمع الشعوب العربية أكثر مما يفرقها.
– مستقبل اقتصادي أقوى في انتظار العرب، مع تعزيز التعاون والاستثمار المشترك.
– حماية الهوية والثقافة العربية والإسلامية من محاولات التشويه والطمس.
والمهم أن ترسل القمة رسائل رادعة للعالم مفادها أنه لا تهاون في حقوق العرب، وأي محاولة لاستغلال ضعف اللحظة ستواجه برد حازم. وأن الهيمنة الأجنبية لن تستمر، والعرب يعملون على بناء قوتهم واستقلالهم.
والأهم أن إرادة الشعوب العربية لا يمكن كسرها، والتاريخ شاهد على قدرتهم على النهوض من الأزمات.
باختصار.. القمة العربية اليوم ليست مجرد لقاء، بل اختبار حقيقي لمدى قدرة القادة العرب على تحمل مسؤولياتهم التاريخية. الشعوب تترقب، والتاريخ يسجل، فإما قرارات تعيد للأمة عزتها، أو استمرار في سياسة الانتظار والتردد، وهو ما لن يغفره التاريخ.