عفوًا، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.. في زمنٍ تعصف فيه التحديات بالأوطان، ويكثر فيه المزايدون والمتربصون، يخرج علينا البعض بأقاويل لا سند لها، يروجون الأكاذيب ويبثون الشائعات، يريدون أن يفتتوا الجبهة الداخلية، وأن يهزوا ثقة الشعب في قيادته.
قالوا إنك تبيع مصر، وتناسى هؤلاء أن مصر ليست بضاعةً معروضةً للبيع، ولا ملكيةً خاصةً لأحد، بل هي دولةٌ ذات سيادة، بقيادةٍ تدرك مسؤولياتها، وشعبٍ واعٍ لم ولن يسمح لأحدٍ بأن يعبث بمستقبل بلاده أو يساوم على أمنها القومي.
ولكن.. في لحظات الحقيقة، تنكشف النوايا، ويظهر المعدن الأصيل للقادة، وتُسقط الأحداث كل الأقنعة. وعندما وقعت الكارثة في فلسطين المحتلة، وأخذت آلة الحرب الإسرائيلية تحصد الأرواح بلا رحمة، وتجرف الأراضي، وتدمر المنازل، وقف العالم متفرجًا، وصمتت بعض الدول، بينما سارع آخرون إلى تبرير العدوان.
لكن مصر لم تصمت… ولم تتردد.
مصر ليست للبيع… ولن تكون
مصر دولة ذات تاريخ عريق، لم ولن تخضع للمساومات، ولم ولن تكون جزءًا من صفقةٍ أو مخطط. فمنذ فجر التاريخ، ومصر ليست دولةً تبحث عن مكاسب ضيقة، بل أمةٌ تسعى لحماية حقوقها وحقوق أشقائها العرب، وصياغة مستقبلٍ مشرفٍ للمنطقة.
وهنا نسأل: من يبيع وطنه، هل يبني جيشًا هو الأقوى في المنطقة؟
من يفرط في سيادة بلاده، هل يدافع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة؟
من يساوم على حقوق أمته، هل يتخذ مواقف ثابتة لا تتغير؟
الموقف المصري من القضية الفلسطينية… ثابت لا يتبدل
حين سقطت الأقنعة، وتراجع البعض، وقفت مصر شامخةً، لم تساوم، ولم تخضع لأي ضغوط. بل تحركت بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي والعسكري لدعم الشعب الفلسطيني وحماية حقوقه.
مصر رفضت وبشكلٍ قاطع تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأعلنتها صريحةً أمام العالم أجمع: لا تفريغ لغزة، ولا تنازل عن الأرض.
مصر فتحت معبر رفح رغم المخاطر، وواصلت إرسال المساعدات الإنسانية، في وقتٍ كان الآخرون يغلقون الأبواب.
مصر استخدمت كل أدواتها الدبلوماسية لوقف المجازر، وتحركت على كافة الأصعدة، سياسيةً وعسكريةً وإنسانية.
ومن يتحدث عن بيع الأوطان، عليه أن ينظر إلى أرض سيناء الطاهرة، التي دفع المصريون ثمن تحريرها من دمائهم، وأن يسأل نفسه: هل يبيع الأبطال أوطانهم؟
القيادة في لحظات الأزمات
الحكم مسؤولية، والقيادة أمانة، وحين تعصف الأزمات، يظهر الفرق بين القادة الحقيقيين، وبين الذين يطلقون الوعود دون أفعال.
لقد تعاملت القيادة المصرية مع التحديات بعقلانية، وقراراتٍ مدروسة، انطلاقًا من المصلحة الوطنية، وليس تحت تأثير الضغوط الخارجية أو المزايدات الإعلامية.
إن التحديات التي تواجهها مصر ليست مجرد أزماتٍ عابرة، بل هي صراعٌ ممتد على مستقبل هذه الأمة. والحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع، أن مصر ليست دولةً تعيش بمعزلٍ عن محيطها، بل هي القلب النابض للمنطقة، وصمام الأمان لاستقرارها.
التنمية والاستقلال الوطني
إذا أرادوا أن يقيموا أداء الدولة، فلينظروا إلى الإنجازات، لا إلى الشائعات.
مصر اليوم تبني دولةً قوية، لا تعتمد على أحد، ولا تخضع لأي إملاءات.
المشروعات القومية العملاقة لم تُنفذ عبثًا، بل كانت ضرورةً لبناء اقتصادٍ قادرٍ على الصمود في وجه الأزمات.
التحول إلى التصنيع المحلي وتقليل الاستيراد، ليس مجرد سياسة اقتصادية، بل هو مسألةُ أمنٍ قومي.
الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والصحة، هو بناءٌ لمستقبلٍ لا يمكن لأحد أن يساوم عليه.
ومن يقول إن هناك مشكلاتٍ اقتصادية، فهو لا يكتشف شيئًا جديدًا، فالأزمات الاقتصادية تضرب العالم كله، ولكن الفرق بين الدول يكمن في كيفية مواجهتها والتعامل معها.
الحرب على الوعي أخطر من الحروب العسكرية
اليوم، لم تعد الحروب تقتصر على الدبابات والطائرات، بل أصبحت الحرب الحقيقية هي حرب الوعي.
هناك من يريد أن يشكك الشعب في قيادته، وأن يزرع الفتنة بين المصريين، ويستخدم الإعلام الموجه لتشويه الحقائق، وقلب الإنجازات إلى إخفاقات، وتصوير التحديات على أنها أزماتٌ بلا حلول.
لكن المصريون يدركون الحقيقة، ويفهمون جيدًا طبيعة المؤامرات التي تحاك ضد بلادهم، ويعرفون من يعمل لصالح الوطن، ومن يتربص به.
الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب
العلاقة بين الرئيس والشعب ليست علاقةً سطحية، بل هي رابطةٌ قائمةٌ على الفهم المشترك والمسؤولية المتبادلة.
لقد مرّت مصر بأصعب اللحظات، وواجهت تهديداتٍ وجودية، لكن الشعب لم يخذل قيادته، والقيادة لم تخذل شعبها.
عندما تعرض الأمن القومي المصري للتهديد، كان القرار واضحًا وحاسمًا، بلا مساومة أو تردد.
عندما حاول البعض زعزعة استقرار البلاد، كان الرد من المصريين واضحًا: مصر ليست لعبةً في يد أحد.
وعندما وقفت مصر إلى جانب أشقائها، كان ذلك بدافع الواجب والالتزام الأخلاقي، وليس بحثًا عن مجدٍ زائف أو مكاسب سياسية.
مصر قويةٌ بشعبها… مستقلةٌ بقرارها
مصر لن تسقط، ومصر لن تُباع، ومصر لن تخضع.
تاريخنا شاهدٌ على ذلك، وحاضرنا يؤكد عليه، ومستقبلنا سيكون برهانًا جديدًا على أن هذه الأمة لا تُهزم، ولا تُساوم، ولا تقبل أنصاف الحلول.
لقد حاولوا أن يشوهوا الحقيقة، لكن الشعب المصري يعرف جيدًا من يقف بجانبه، ومن يعمل لصالحه، ومن يحاول أن يهدم ما تم بناؤه.
عاشت مصر قويةً، مستقلةً، شامخةً بقيادتها وشعبها.
وإلى كل من يراهن على سقوطها، نقول لهم: مصر باقية… وأنتم إلى زوال.
القيادي العمالي المستقل
مؤسس ورئيس المجلس القومي للعمال والفلاحين تحت التأسيس