شارك الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، في الدورة الاستثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت اليوم الجمعة 7 مارس في جدة، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
خلال مشاركته، ألقى الوزير كلمة استعرض فيها رؤية مصر إزاء مركزية القضية الفلسطينية، مؤكداً على أهمية التكاتف الإسلامي لمواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية والإضرار بحقوق الشعب الفلسطيني، سواء من خلال التهجير القسري أو ضم الأراضي بشكل غير شرعي.
إطلاق مبادرة مصرية لإعادة إعمار غزة
أشار الوزير في كلمته إلى الخطة الشاملة التي قدمتها مصر لتنفيذ عملية التعافي المبكر وإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة. تأتي هذه الخطة بالتنسيق الكامل مع دولة فلسطين، وقد حازت على اعتماد القمة العربية غير العادية التي عُقدت في القاهرة يوم 4 مارس. تلبي الخطة احتياجات إعادة البناء وضمان الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني، مع تقديم حلول للأوضاع الكارثية التي يعاني منها القطاع جراء العدوان الإسرائيلي.
الخطة تنقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية تتعلق بإعادة الإعمار وتعافي القطاع بشكل مستدام. كما أشار الوزير إلى اعتزام مصر تنظيم مؤتمر دولي بالتعاون مع الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة لجمع الدعم المالي والسياسي الكافي لتنفيذ الخطة. الجزء الرئيسي من المبادرة يشمل إنشاء صندوق ائتماني دولي لمتابعة مشروعات إعادة الإعمار.
خطوات دبلوماسية لضمان الاستقرار
أوضح الوزير أن مصر بذلت جهوداً ضخمة منذ بداية العدوان بغرض إيقاف الحرب وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار عبر ثلاث مراحل متفق عليها. وتم التنسيق مع الجانب الفلسطيني لتشكيل لجنة مستقلة وغير فصائلية تُدار بها شؤون قطاع غزة بصورة مؤقتة، تمهيداً لدور السلطة الفلسطينية في إدارة القطاع بشكل كامل. كما بيّن أن مصر تعمل حالياً على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية كجزء من التحضيرات لنشرها في غزة.
تحذير من الانتهاكات الإسرائيلية
في سياق كلمته، سلط الوزير الضوء على خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الحرم المقدسي، محذراً من أي انتهاك لحرمته أو مساس بمصليه أو تغييرات تطال الوضع القانوني والتاريخي القائم.
التزام المجتمع الإسلامي والدولي بتنفيذ مخرجات القمة العربية
شهدت الدورة الاستثنائية دعماً كاملاً لخطة «التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة» التي قدمتها مصر واعتمدتها القمة العربية. وأشادت الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي بالخطة المميزة باعتبارها مبادرة استراتيجية تسعى لإعادة الحياة الطبيعية للشعب الفلسطيني وتعزيز أمله في مستقبل أفضل.
وقد صدر عن الاجتماع قرار رسمي يؤكد الالتزام الكامل بمخرجات القمة العربية، مع الحث على تحرك المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية بسرعة لدعم الخطة. كما تم التأكيد على ضرورة إطلاق مسار سياسي شامل يُحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.