سياسة عض الأصابع هي من الأساليب القديمة التي يلجأ إليها البعض لفرض سيطرتهم على الطرف الآخر، على أمل أن يصرخ أولاً.
وهذا المشهد يتكرر اليوم في الصراع القائم بين المقاومة والعدو الغاشم، حيث يستمر كل طرف في استخدام هذه السياسة بوضوح.
إسرائيل تمارس أشد أنواع الضغوط غير الإنسانية على المقاومة، من تجويع وتعطيش وتهجير، لكن الشعب المقاوم لم يرضخ بعد لهذه الممارسات.
وفي المقابل، تستمر المقاومة بعرض فيديوهات لأسرى إسرائيليين للضغط على الرأي العام الإسرائيلي وزيادة الضغط على حكومتهم.
كل طرف يعض على أصابع الآخر بطريقته، ويراهن على انهيار خصمه أولاً، فيما تستمر المعركة، ويخفي كل جانب ألمه.
نأمل أن يقع العدو في فخ هذا الصراع أولاً، لأن ذلك سيكون بمثابة انتصار للحق وتأكيد على أن الحقوق لا تضيع ما دام هناك من يطالب بها.
لعبة عض الأصابع تعتمد على مبدأ واحد: مدى تحمل كل طرف لقوة الآخر. ومع بداية هذه اللعبة، يبذل كل طرف ما يستطيع من قوة ليثبت تفوقه، محاولاً إضعاف أصابع عدوه عبر الصبر على الألم.
اللعبة تستمر ويتعمق الألم، وقوة الاحتمال هنا تعتمد على الصبر قبل أن تتحول إلى معادلة توازن قوى.
اللعبة لا تنتهي إلا عندما يبدأ الطرف الخاسر بالتوسل وقبول هزيمته. ومع الأسف، نجد أن معظم الأصابع العربية باتت بين فكّي هذا الكيان باستثناء المقاومة التي لا تزال تقف بشجاعة.