عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اجتماعًا هامًا اليوم الثلاثاء، مع عدد من القيادات التنفيذية العليا للدولة. حضر الاجتماع الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وحسن عبد الله، محافظ البنك المركزي، بالإضافة إلى أحمد كجوك، نائب وزير المالية للسياسات المالية.
استعراض المؤشرات الاقتصادية والإصلاحات الهيكلية
وفقًا لما أعلنه المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، تناول الاجتماع مناقشة شاملة لمؤشرات الاقتصاد الكلي، حيث اطلع الرئيس السيسي على آخر التحديثات المتعلقة بالإصلاحات والتدابير الاقتصادية والهيكلية التي تنفذها الحكومة. تأتي هذه الإصلاحات ضمن استراتيجية شمولية تهدف إلى تحسين الأداء الاقتصادي وتعزيز الاستدامة المالية.
تم تسليط الضوء على البرامج القطاعية التي تعمل الدولة على تنفيذها، والتي تغطي مجموعة واسعة من الأنشطة الاقتصادية. وتأتي هذه الجهود في سياق الحرص على تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وتوسيع نطاق برامج الحماية الاجتماعية التي تستهدف دعم الفئات الأكثر احتياجًا.
متابعة تطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إلى أن الاجتماع تطرق أيضًا إلى تطورات برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنفذه الدولة. شمل النقاش السعي نحو تنويع الأنشطة والقطاعات الإنتاجية لإحداث نقلة نوعية في الأداء الاقتصادي، حيث أُكدت أهمية زيادة المساهمة الإنتاجية للقطاعات المختلفة لتوفير أفضل عوائد اقتصادية.
كما تمت مناقشة آليات الحد من الضغوط التضخمية من خلال تعزيز كفاءة استخدام الموارد المتاحة وتشجيع القطاع الخاص ليكون شريكًا رئيسيًا في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتشغيل الأيدي العاملة. وجاء التركيز على سبل الجذب الفاعل للاستثمارات سواء المحلية أو الأجنبية لتحقيق طفرات في معدلات الاستثمار التنموي.
تعزيز التناغم بين السياسات المالية والنقدية
وأثنى الرئيس السيسي، خلال الاجتماع على الجهود المبذولة، إلا أنه شدد على ضرورة الاستمرار في تحقيق التناغم الكامل بين السياستين المالية والنقدية. وأكد على أهمية أن تتكامل هذه السياسات مع الرؤية الاقتصادية العامة للدولة لتحقيق مزيد من الاستقرار المالي والنمو المتوازن.
كما وجه بتكثيف الجهود لرفع مستويات الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية وتلبية الاحتياجات التمويلية اللازمة لدعم المشروعات التنموية الكبرى.
وأشار إلى ضرورة خفض مديونية أجهزة الموازنة العامة للدولة بطريقة مستدامة تسهم في تقليل الأعباء المالية طويلة الأمد. كما شدد على أهمية العمل الجاد على تقليص المديونية الخارجية بما يساهم في تعزيز القدرة الاقتصادية للدولة ومواجهة التحديات المالية العالمية.
رؤية شاملة لمستقبل الاقتصاد المصري
يمثل هذا الاجتماع تأكيدًا على التزام القيادة السياسية بالتعاطي مع التحديات الاقتصادية بكل شفافية ووضوح. فقد جرت مناقشات معمقة حول التطورات الاقتصادية وسبل تحقيق توازن بين تعزيز التنمية وضمان الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجًا.
وفي ظل استمرار تنفيذ رؤية مصر الاقتصادية والاستراتيجية التنموية، يعتبر هذا الاجتماع خطوة حيوية نحو تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة على المدى القريب والبعيد.