مع بدء العد التنازلى لانتهاء فترة الرئاسة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسى، وقرب الاستعداد للانتخابات الرئاسية، بدأت تظهر ملامح الصورة السياسية فى مصر بشكل أكبر مما كانت عليه عند انتخابات الرئاسة الأولى للرئيس السيسى، حيث كان التأييد له شبه إجماعى من جميع القوى والتيارات السياسية، إلا من قلة قليلة ساندت ودعمت المرشح الآخر حمدين صباحى..
ورغم أن البعض تصور أن جميع مؤيدى الرئيس السيسى كانوا سيشكلون حزبًا سياسيًا جديدًا يقود العملية السياسية والحزبية خلال فترة الرئاسة الأولى، فإن هذا التصور لم يحدث، وتفرق وتشتت شمل هؤلاء المؤيدين..
ومع مرور الوقت، وبداية تشكيل مؤسسات الدولة المصرية، خاصة المؤسسة التشريعية، وإجراء انتخابات مجلس النواب، ظهر الصراع السياسى بين هذه القوى التى نجح بعضها تحت راية ومظلة التأييد والدعم للرئيس السيسى، ونجح البعض الآخر رافعًا شعار المعارضة، ليس للسيسى، ولكن لحكومته ومؤسسات الدولة الأخرى، بعيدًا عن مؤسسة الرئاسة..
وهذا الفريق الذى اختار هذا الطريق، سواء داخل مجلس النواب أو خارجه، أراد أن يجعل الرئيس السيسى محايدًا فى صراعهم مع مؤسسات الدولة الأخرى، وأيضًا الحكومة، وهى نظرية سياسية فاشلة، ولا يمكن تطبيقها، لأن الرئيس السيسى لا يمكن أن يتخلى عمن اختارهم وأصدر لهم التكليفات الرئاسية، سواء داخل الحكومة أو فى المؤسسات الأخرى..
والغريب أن أحد قيادات تيار المعارضين الجدد، وهو الدكتور محمد أبوالغار، الرئيس السابق ومؤسس الحزب المصرى الديمقراطى، ظهر أخيرًا بعد فترة غياب لكى يرفع شعار «مصر المأزومة والسيسي»، ويتحدث عن الأزمات التى تواجه مصر سياسيًا واقتصاديًا، وسوء اختيار الحكومة والوزراء، وأن الأزمة التى تواجه مصر غير مسبوقة، دون أن يقدم بديلًا آخر للحل والخروج من هذه الأزمة..
وظهور أبوالغار وباقى أعضاء فريق المعارضين الجدد فى هذا التوقيت، له أهداف وأغراض كثيرة، ومحاولة تشوية فترة الرئاسة الأولى للرئيس السيسى، وتمهيد المسرح السياسى لمرشح جديد، يدفع به فريق المعارضين الجدد من أجل إنقاذ مصر المأزومة، كما سماها أبوالغار، دون أأن يدرى أن حزبه المصرى الديمقراطى هو الحزب المأزوم..
فريق المعارضين الجدد ظهر على حقيقته، سواء داخل مجلس النواب أو خارجه، ووجود خطوط تماس بين هذا الفريق وقوى أخرى تعادى مصر فى الداخل والخارج، والخلاف الوحيد أن هذه القوى تعادى السيسى وجميع مؤسسات الدولة المصرية، بل تعادى الشعب المصرى، وتوجه الرصاص نحو صدور جنود هذا الشعب من رجال الجيش والشرطة..
ففريق المعارضين الجدد لم يفكر فى تلبية دعوة الرئيس السيسى الأخيرة للقيام بزيارة المصابين من رجال الجيش والشرطة، الذين أصيبوا بنيران الإرهاب وهم يدافعون عن مصر لحماية شعبها، دون تفرقة بين مؤيدى السيسى والمعارضين الجدد، الذين فضلوا عقد الاجتماعات واللقاءات السرية لوضع خطط مواجهة السيسى الأيام المقبلة..
وبالتأكيد فالمعارضون الجدد يحاولون استمالة قطاعات من الشعب المصرى لتأييدهم، كخطوة أولى، ثم استمالتهم لـتأييد المرشح الرئاسى لهم، والذين ويخططون للدفع به فى مواجهة السيسى، ووقتها سوف يهاجمون السيسى بضراوة، ويوجهون له اتهامات بالفشل فى قيادة مصر وتحقيق الرفاه لشعبها..
فعلى المعارضين الجدد أن يعوا أن جميع مخططاتهم يعلمها ويدركها الشعب المصر، وأن ظهورهم الآن بمظهر محاولة تحييد الرئيس السيسى لن ينطلى على الشعب المصرى والظهير الشعبى القوى المساند للسيسى، وعليهم نزع رداء المعارضين الجدد الذي تخفوا داخله خلال الفترة الماضية، وحانت لحظة الكشف عن الوجه الحقيقى لهم.