مضى أكثر من ستة أعوام ومرارة الظلم لا تترك حلوقنا، ولا يغادر لهيب النيران قلوبنا، على الرئيس مبارك وأسرته بعد تعرضهم وتعرضنا معهم إلى مؤامرة دولية، أرادت الانقضاض على دولتنا الآمنة المطمئنة، كبرنا كثيرا عن أعمارنا وتعلمنا من غدر أشقاء ومن سقوط أقنعة خادعة ضللتنا كثيرا، وتهاوى هامات كنا نعتقد نزاهتهم ووطنيتهم، ولكن مرت الأيام المريرة وأصبحت فى طى الزمن بعد الحكم النهائى البات ببراءة الرئيس البطل الصبور الفريق طيار/محمد حسنى مبارك.. لم أتمالك دموعى فرحا بهذا الحكم الذى أثلج صدور كل من يمتلك عقلا وضميرا حيا، ويعلم قدر الرجل وبطولاته العظيمة، وما نعمنا به من أمن وسلام.. وقد تذكرت الأيام الأولى بعد قرار الحبس، والجميع يلتف حول شاشات التليفزيون ليستمع إلى دقائق الأمور، فنستمع إلى محام مجهول وهو يدعى اتصال الرئيس المبارك به ليوكله للدفاع عنه، ويقول إن الرئيس تحدث معه ٤٥ ساعة!!..ثم بعدها بأيام يقول كنت أقصد أن الساعة كانت خامسة وأربعين دقيقة!!..وكنت أبكى وأتساءل كيف يترك رجال القانون الأفذاذ من المحامين الرئيس مبارك ليعبث البعض باسمه وسمعته لتحقيق الشهرة، عن طريق الإعلام المتخبط!!..حتى ظهر المحامى الأشهر والأكبر الأستاذ فريد الديب ليعلن قبوله للقضايا المرفوعة ضد الرئيس وأسرته، وهو الدور الوطنى الذى لن ينساه التاريخ للمحامى الشجاع الجسور، والذى تحمل الكثير من التشويه والمطاردات والشائعات هو وأسرته الذين ظلوا مقيدي الحرية مثلهم مثل أسرة الرئيس مبارك، وخاصة فترة حكم الإخوان، ولكن لم يثنه التهديد والادعاء عن القضية التى آمن بها وارتاح ضميره إلى صدق وبراءة الرئيس مبارك، واقتسم معه نفس المشاعر والأحاسيس، وزاد حب واحترام الرئيس مبارك فى قلب الأستاذ فريد كلما اقترب وسمع أكثر، فأبهره صدق حديثه وصبره وجلده وثباته الانفعالى وقدرته على التحمل.. مرت الأعوام ثقيلة بأحداثها الكاشفة يوما بعد يوم للمؤامرة التى كادت أن تضيعنا.. لقد كتبت كثيرا عن الرئيس مبارك وعن السيدة الفاضلة الصابرة سوزان مبارك، ومن عدة أسابيع كتبت مقالا بعنوان «رسالة للرئيس من فريدة وعمر مبارك»..أطالب بعودة الرئيس إلى بيته وبين أفراد أسرته، ولم أكن أعلم قرب موعد المحاكمة الأخيرة والتى ملأت قلوبنا بالفرحة والشكر لله، وأثبتت للعالم أجمع أن القائد العظيم الذى كان له فضل كبير فى نصر أكتوبر من المستحيل أن يقتل فردا من أفراد الشعب.. فقد مضى كل سنوات عمره العسكرى فى الدفاع عنه وضحى من أجل تراب مصر الغالية براحته واستمتاعه بحياته الاجتماعية بشكل طبيعى.. ربما هناك الكثيرون يغبطون الحكام على السلطة ويعتقدون أنها غاية المنى، وهم لا يدركون أن من يتحمل المسئولية لا يعرف طعم الراحة، وخاصة من يحكم مصر المستهدفة على الدوام، والتى تعرضت لاستنزاف مواردها وإنهاكها منذ احتلال فلسطين، وتحملنا الحروب الصهيونية والضغوط الغربية بكل أشكالها.. ولكن من يدعون الثورية وحب الوطن يتجاهلون ذلك، لتحميل الرئيس مبارك مسئولية العجز عن تحقيق النهضة التى يتمناها هو قبلهم!!..تناسوا الظروف التى تسلم الحكم خلالها بعد اغتيال واستشهاد الرئيس السادات، وفى ظل المقاطعة العربية والأرض ما زالت محتلة ثم قضية طابا وغيرها.. ومع ذلك قام بالكثير من مشروعات البنية التحتية من كهرباء وغاز ووسائل اتصال ومدن جديدة ومترو الأنفاق، وأعاد العلاقات مع الدول العربية وكانت له مكانته ومهابته من الجميع، ثم بدأت المؤامرة بضرب العراق!!..وقف قدر استطاعته أمام الأمريكان ورفض القواعد العسكرية أو المقايضة على أرض سيناء.. فكان لا بد من الانتقام منه لعدم الانصياع لأوامرهم، وكانت العلاقة مع أمريكا غاية فى التوتر من قبل رئاسة البومة أوباما، ولكن جهلاء الأمة كانوا يتشدقون أنه عميل الأمريكان وكأن عيونهم لا تبصر وآذانهم لا تسمع، أو أن الحقد والغل أغلق عيونهم وقلوبهم.. وها هى إرادة الله الذى لا يغفل ولا ينام والذى لا يرضيه الظلم، فأظهر براءة الرئيس من دم المصريين، فلا أمر بقتل ولا تهاون فى تحمل المسئولية ولكن تحالفت قوى الشر إخوان وصهاينة وأمريكان وغيرهم، ومليارات كانت تنفق فى شراء السلاح والذمم وتأجير الخيام والبلكونات والأسطح بالتحرير ووسط البلد!!..ملايين التهانى يا سيادة الرئيس مبارك، وبكل الحب والاحترام والتبجيل نقولها، ونقول بكل صدق وشجاعة آسفين يا ريس.. وملايين التهانى للسيدة الفاضلة والزوجة المناضلة والأم الحنونة العطوفة السيدة سوزان مبارك، ولن ننسى دورك العظيم.. وملايين التهانى إلى الأستاذين علاء وجمال والزوجتين الصالحتين الصابرتين هايدى وخديجة، والأحفاد الشاب الراقى عمر والطفلة الجميلة فريدة والحفيد الصغير على استعادة طهارة الاسم وتبرئته.. وملايين ملايين التهانى للأستاذ فريد الديب المحامى الكبير والرجل الشهم المعطاء الذى سهر الليالى فى القراءة والبحث والدراسة للحصول على القرائن التى تظهر الحقيقة، رغم تعرضه لأزمة صحية شديدة كانت كفيلة أن يترك العمل وينأى بنفسه للراحة والاستشفاء، ولكن صدق الإيمان وقوة الحق زادته قوة، وأعادت جهازه المناعى إلى كفاءته ليقهر الظلم والمرض.. ملايين التهانى للمصريين الأوفياء الذين كانت دعواتهم مفاتيح لما أغلق.. وتعازينا للصهاينة والخونة والعملاء، شكرا لتعاونكم معنا لمعرفة حقيقتكم!!.