يقلم – رشا يحيى
بقدر الحزن والألم والاكتئاب الذى أصابنا يوم استشهاد مجموعة من خيرة أبطال الشرطة فى معركة الواحات، بقدر الفرحة والعزة والفخر بقوة وبسالة القوات المسلحة والشرطة يوم تحرير النقيب البطل محمد الحايس من أيدى الإرهابيين على الحدود الغربية، ولو أن تلك العملية العسكرية الناجحة تأخرت لبضع دقائق لكان الإرهابيون استطاعوا التسلل داخل الحدود الليبية والبطل معهم، ولكن أبى الله أن ينتهى شهر أكتوبر شهر النصر والعزة والكرامة دون أن تكون قواتنا المصرية قد ثأرت لأبطالنا وقامت بتلك العملية البطولية التى قاموا من خلالها بالقضاء على الأوكار والمعسكرات الإرهابية على حدودنا الغربية.
كنا نبكى على هذا الشاب البطل الذى وقع فى أيدى غيلان الإرهاب الأسود، ولا نعلم كيف سيكون مصيره، وكنا نتمنى لو نسمع أنه استشهد خيرا من أن نجده فى أيدى هؤلاء الفجرة الذين لا يعرفون دينا أو خلقا، ولكن شاء الله أن يبشرنا بنصره القريب، وتتحقق المعجزة بأن يتم تحريره من أيديهم حيا بفضل الله تعالى، وبأيدى زملائه من قوات الصاعقة والعمليات الخاصة الذين اختبأوا فى الرمال لساعات حتى يباغتوا الإرهابيين ليستطيعوا انتشاله من بين أيديهم.
فى الوقت الذى يجلس البعض على مواقع التواصل ليُنظّروا وينتقدوا، يواجه أبطالنا مصيرهم ببسالة، وهم مستعدون للاستشهاد أو الإصابة بفقد أى من أعضائهم أو حواسهم، ليعيشوا عاجزين على ما تبقى من حياتهم، وفى الوقت الذى كانت فيه قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة بكل الأجهزة والإدارات تبذل كل الجهد وتخطط وتنفذ للقيام بتلك الملحمة البطولية، التى تم تصوير بعض وقائعها ونقلها للعالم أجمع، وشاهدنا نتائجها مباشرة فور انتهائها، كانت أصوات الغربان تتعالى على مواقع التواصل الاجتماعى مستغلة هذا الحادث لتحريض الشعب على مؤسسات الدولة والقيادة السياسية، من خلال عقد مقارنة بين إسرائيل وجهودها من أجل تحرير أبنائها الذين يقعون أسرى فى أيدى أى قوة معادية لهم، وبين مصر التى حاولوا إيهام الناس بأنها تتجاهل أبناءها، وتركت أحد أبطالها وهو النقيب الحايس دون أن تحاول إنقاذه من أيدى الإرهابيين.. ولكن كان الرد عمليا على تلك الأصوات باستعادة البطل بعملية استخباراتية وعسكرية فى غاية النجاح والإتقان، وكانت زيارة الرئيس السيسى للنقيب البطل فى المستشفى صفعة على وجه هؤلاء الخونة، ورسالة إلى المصريين والعالم كله بأن مصر تقف فى ظهر أبنائها كما يقفون هم بصدورهم للدفاع عنها، ولكننا لم نسمع لهؤلاء المحرضين صوتا بعد تلك العملية التى توجت رؤوس المصريين جميعا، ابتلعوا ألسنتهم، ورغم ذلك لم ولن تنتهى محاولات الوقيعة والتحريض ضد الدولة ومؤسساتها، فمازالوا يستخدمون نفس الأسلحة التى استخدموها قبل ٢٠١١ للوصول إلى الخريف العربى الذى انهارت على إثره العديد من الدول العربية، وما زالوا يستخدمون الصور والأغانى والأشعار التى تحقق أهدافهم تدريجيا بنعومة، ويساعدهم فى تحقيق ما يسعون إليه غياب الحقائق والمعلومات، فنحن فى أشد الحاجة لإعلام واع وجاد يعرض الحقائق دون أن يتجاهلها أو يغيبها، وعلينا أن ندرك أن الدولة إذا غابت فى أى مجال ستترك المساحة لأعدائها كى يحلوا محلها يوما بعد يوم، ولعلنا نستفيد من دروس حادث الواحات، أما الأصوات التى تنتقد صرف المبالغ الضخمة فى سبيل تحديث التسليح المصرى، بدعوى الظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها!! فلعلهم أدركوا بعد هذا الحادث أننا فى حرب حقيقية، وأن الإرهابيين يمتلكون أحدث الأسلحة والتقنيات، ولا يعملون فرادى، بل هناك أجهزة استخبارات دولية تقف وراءهم وتدعمهم وتمولهم وتخطط لهم، وهم يختبئون فى مناطق قريبة حولنا، ينتظرون أية فرصة لتحقيق أى خسائر فى الأرواح والمنشآت، فكفاكم انتقادًا وترديدًا لكلام الأعداء لتحقيق أهدافهم دون أن تدركوا..فالقوات المسلحة هى خير من يقدر احتياجاتها، وتأمين حدودنا وأراضينا وأرواحنا هى أهم الأولويات، ويجب أن نقف حائط صد أمام محاولات التشكيك والوقيعة بين الشعب وكل مؤسسات الدولة، فنحن نعيش حربا حقيقية ولا تزال المؤامرات تنبش فى جسد الأمة العربية، وتعبث بمقدراتها لتحاول إسقاطها بأيدى أبنائها!!