ونحن نستشرف ملامح الجمهورية الجديدة بكل عناصرها ومقوماتها في الواقع المصري الآن، وما تحقق خلال ثمانية أعوام مضت.. فمن المؤكد أن المواطن المصري كان البطل في تحقيق هذه الإنجازات من خلال معركتين فاصلتين في تاريخ هذه الأمة.
وإذا كانت المعركة الأولى تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المصريين على الصمود وقوة الإرادة لاستعادة الوطن بعد أن سقطت البلاد في الفوضى الخلاقة بسبب تدخلات إقليمية ودولية وغيرها من الجهات في الشأن المصرى سواء بالمال والسلاح والعناصر المخابراتية أو بالآلة الإعلامية الموجهة، إضافة إلى استخدام سلاح الدين من بعض أدعياء الدين وأصحاب الفتاوى المسمومة والموجهة، والتي كانت تعمل جميعها لخدمة جماعة فاشية دينية، وهو ما أدى بالفعل إلى التأثير على شريحة كبيرة من البسطاء، ومكنت الجماعة من اختطاف السلطة، وجعلتها تسعى إلى التمكين من مفاصل الدولة المصرية، وهو الأمر الذي وقف له المصريون بالمرصاد في معركة الصمود التي امتدت لحوالى ثلاث سنوات عرف فيها المصريون قيمة هذا الوطن، واكتشفوا بأنفسهم حجم المؤامرة الكبرى على مصر من خلال حروب الجيل الرابع، ولم يعد هناك شك لدى عموم المصريين أن هذه الجماعة هى عميل رسمي لقوى خارجية، ووصلت حالة الغضب المصري إلى عنانها بسب المحاولات المتكررة للجماعة لتغيير هوية هذا الوطن، وهو الأمر الذى أدى إلى الانفجار الشعبي في الثلاثين من يونيو في مشهد أذهل العالم بأسره، والذى أكد من جديد أن مصر تمتلك أهم أسلحة مواجهة حروب الجيل الرابع وهو سلاح الهوية المصرية الراسخة.
أما المعركة الثانية والتي لا تقل ضراوة عن المعركة الأولى، والتي أكدت عمق انتماء المواطن المصري وقدرته على الصبر والتحمل والعطاء من أجل رفعة وطنه، كانت معركة الإصلاح الاقتصادي التي دفع ضريبتها شرائح كثيرة من المصريين.. وكانت أهم أسباب نجاح هذه المعركة هى متانة العلاقة بين الشعب وقائده وقناعة الشعب المصري بصدق وقدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي في بناء دولة عصرية حديثة.. وسر هذه العلاقة ترجع إلى كل الإجراءات التي اتخذها السيسي منذ أن كان وزيراً للدفاع. وانحيازه إلى إرادة المصريين وعدم التخلى عنهم في أي مرحلة من مراحل الصمود. بدءًا من بيان 23/6/2013 الذي حذر فيه من إرهاب الشعب. وانزلاق الوطن إلى الفوضى والاقتتال الداخلي. ثم بيان 3/7/2013 الذي شهد أكبر فرحة للمصريين خلال العقود الماضية. تم التفويض الشعبي في 26/7/2013 لمواجهة الفوضى والإرهاب وإعادة الاستقرار.
كل هذه الإجراءات التي أنتجت ثمارًا في حماية الوطن ومنعت سقوطه. كانت سببًا في ترسيخ العلاقة بين الشعب وهذا الرجل الذي سعى منذ الوهلة الأولى لتوليه المسئولية كرئيس للبلاد. إلى تحقيق الحلم المصري. ومع أن البداية كانت بأصعب الخطوات والإجراءات التي يمكن أن يواجهها أي شعب وهي عملية الإصلاح الاقتصادي واستغلال أعداء النجاح وقوى الشر في الداخل والخارج هذه العملية في إعادة الفوضى مرة أخرى.. إلا أن المصداقية الكبيرة للرئيس عبد الفتاح السيسي في كل الخطوات والإجراءات وإعادة بناء الدولة كانت سببًا في قناعة المصريين بقدرة هذا الرجل علي تجاوز كل الصعاب والعبور بمصر إلى بر الأمان، وهو الأمر الذي ساهم في عملية الإصلاح الاقتصادي وأنتج ثمارًا كبيرة، وفتح الباب أمام إنجاز المشروعات العملاقة في كل مكان على أرض مصر، وحقق معدلات تنمية غير مسبوقة وأعاد لمصر عناصر قوتها وقدرتها العسكرية والاقتصادية التي تجعلها تفرض التوازن الاستراتيجى في منطقة الشرق الأوسط وتستعيد مكانتها الإقليمية والدولية، وتسير بخطى ثابتة لتكون دولة عصرية حديثة نلمس كل مقوماتها في الواقع المصري الآن.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية