علاقات الدول ببعضها البعض تتغير وتتبدل فلا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة. ولكن مصالح دائمة ولكن الروابط بين الشعوب كاللغة والدين والعادات دائما يكون لها دورا كبيرا في رسم تلك العلاقات. كما أن تقييم الدولة عدو أم صديق يخضع أيضا لتاريخ العلاقة بين الدولتين. وهل هناك إصرار دائم على الضرر أم هناك مصالح أيضا تخفف من وقع الأضرار.
إثيوبيا دولة كبيرة في عدد السكان كثيرة العرقيات متخلفة وهشة في معيار الدول ذات ناتج قومي ضعيف ولا يمر عقد من السنوات فيها دون حروب وصراعات مسلحة داخلية تأكل الأخضر واليابس فيها وينتج عنها تشريد وتهجير الملايين من السكان والقتل والأسر للرجال والأطفال والنساء.
ولكن السياسيون فيها قرروا توحيد الدولة بمحاربة عدو خارجي حتى يلتفوا حول قياداتهم السياسية ويخرجوا من حالة الصراعات والحروب الداخلية إلى متابعة العدو الخارجي و صناعة الانتصارات على هذا العدو حتى ولو كانت انتصارات زائفة ولا مردود لها على دولتهم فتم اختيار مصر والسودان ليكونا هذا العدو وتم اختيار مشروعا كبيرا ليكون حلمهم الذي سيجعل من إثيوبيا الدولة العظمي في أفريقيا و هو ما يسمى كذبا سد النهضة وبالطبع سيجدوان من يدعمهم في إنشاءه فكل من له مصلحة في أن تكون مصر ضعيفة أو له عداء معها سيعمل في صف إثيوبيا وهذا ما حدث بالفعل .
كانت مصر تعيش أجواء ثورة يناير وتغيير النظام الذي أهمل أفريقيا كلها أكثر من عشرين عاما ولم تكن الأمور قد هدأت بعد وحشد تنظيم الإخوان المتأسلمون كل قواهم استعدادا لحكم مصر و هنا بدأت إثيوبيا تنفيذ مخططاتها ووضعت حجر الأساس للسد وأعلنت أنه للتنمية وتوليد الكهرباء ولن يزيد عن 14 مليار متر مكعب ولا خوف منه ولا ضرر على مصر أو السودان. ولن ينقص كوب مياه واحد من البلدين وحشدت البعض من كارهي مصر للفتنة بين الدولتين مصر والسودان. لضمان بقاء مصر وحدها أمام كل المحافل الدولية. وأنها هي فقط من ترفض السد وأنها تكره الخير للأخرين.
وحاولت مصر بكل الطرق اللينة والناعمة التعاون مع إثيوبيا لدراسة السد. أو المشاركة في تجهيزه أو متابعة أعمال الإنشاءات فيه فرفضت إثيوبيا. وظهرت النوايا الحقيقية بعد فشل كل طرق وسبل المفاوضات وعلى مدار سنوات طوال تنعقد المفاوضات العبثية وتستكمل إثيوبيا البناء. ثم أعلنت أنه سيصل إلى 74 مليار متر مكعب ثم زادت بعد ذلك بأنها ستبنى مائة سد أخر. وأنها لا تعترف بأي اتفاقية بينها وبين مصر والسودان. وأنه لا حصص مائية لأي منهما لأن نهر النيل أصبح بحيرة إثيوبية.
وأطلقت الحملات الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي. والفضائيات تردد اكاذيبها التي لا تنتهي عن التطور في إثيوبيا والجيش الإثيوبي. الذي لا يقهر وعن التنمية والرخاء القادمين إلى مصر والسودان وإثيوبيا بعد اكتمال بناء السد بل ووصلت البجاحة بالأكاذيب أن البنوك المصرية نفسها تساهم في بناء السد وهي قمة البجاحة في الكذب.
عندما قامت ثورة الشعب السوداني علي حكم البشير الذي كان يقود الكيزان أو الإخوان المتأسلمون بدأت السودان تدرك أنها علي مرمى كارثة هائلة تم بناؤها على حدود السودان وأن هذا السد لا يعلمون عنه شيئا ولا عن بناؤه كيف تم وهل هو آمن أم لا كما أن إثيوبيا لا تنسق مع دولتي المصب ولا تمدهم بأي معلومات عن الملء أو التفريغ للسد فعانت من انقطاع مياه الشرب عند الملء وعانت من الفيضانات عند التفريغ وغرقت المدن السودانية ومما أكد النوايا الإثيوبية أن الجيش السوداني عندما أعاد انتشاره داخل حدود السودان و أسترد أراضي الفشقة الكبرى والصغرى التي كان يحتلها المزارعون الإثيوبيون بمعاونة الجيش الإثيوبي وعصابات الشفتة اعتبرت إثيوبيا أن الجيش السوداني أعتدى على أراضيها رغم أن الجيش السوداني لم يخرج عن حدود السودان مترا واحدا ودخلت إثيوبيا في صراع على الحدود بكل أنواع الأسلحة ضد الجيش السوداني.
ولكنها فشلت في زحزحته فقررت التوقف حتى يتم الملء الثاني. وبعدها إما رجوع الجيش السوداني إلى الخرطوم أو إغراق السودان. بما تم ملئه خلف السد الأثيوبي. والذي كان مقررا أن يصل إلى 18.5 مليار متر مكعب وهذا لم يحدث ولله الحمد.
الآن هناك سد إثيوبي يحجز سبعة أو ثمانية مليارات من مياه النيل ولم تنجح المناورات العسكرية في وقف بناء السد وتمت خطوة الذهاب إلى مجلس الأمن التي كنا نعلم أنها لن تؤثر كثيرا. ولكنها بلاغ لكل دول العالم أن صبرنا قد نفد و أن كل طرق المفاوضات و الأساليب الناعمة قد انتهت ولا زالت أثيوبيا على نفس الخطى التي بدأتها فهل سنبدأ فترة جديدة نعلن فيها أن إثيوبيا دولة عدو لمصر و شعبها و ندعم جبهة تحرير بنى شنقول والتيجراي التي أصبحت القلق الكبير للنظام الإثيوبي و جبهة تحرير الأورومو ولتذهب أثيوبيا إلى الجحيم و ينعم بقية الأقاليم باستقلالهم بعيدا عن السفاح آبي أحمد و عصابة الأمهرة أم ننتظر عودة المفاوضات العبثية مرة أخرى وهو ما يعنى أن تستكمل أثيوبيا ما بدأته و تعلن انتصارا حقيقيا لها و ليس مزيفا كما أعلنته بعد الملء الأول و الثاني .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية