لا شك أن مصر تستعيد وجهها الحضاري والتاريخي بشكل عصري وحديث مع بداية الجمهورية الجديدة. وذلك من خلال عشرات المدن الجديدة التي يجرى إنشاؤها طبقًا لأحدث النظم العالمية، ومن خلال شبكة طرق تضاهى مثيلاتها في أكبر دول العالم.
وفي غضون عامين سوف تستعيد القاهرة رونقها من جديد التي تغردت به في الشرق منذ أن قام الخديو إسماعيل. بإعادة تخطيطها على النظام الأوروبي وأقام بها عشرات المنشآت التاريخية المهمة. التي جعلت منها عاصمة للشرق وقبلة الساسة والمستثمرين. ومنارة العلم لأبناء الدول العربية بخلاف جذبها للسياحة والتسوق وغيرها من الأنشطة لأكثر من قرن ماض.
وإذا كانت العاصمة الإدارية الجديدة قد أوشكت على الافتتاح وتستعد لاستقبال الوزارات وجلسات البرلمان والسفارات وغيرها من المؤسسات والهيئات الحكومية. التي أنشئت بشكل عصري وعلى أحدث الطرز المعمارية وبتخطيط متغرد لأحياء محددة الأنشطة مثل حى المال والأعمال وغيرها من الأحياء.. فإن في المقابل تتم عملية التطوير للقاهرة التاريخية في مواقع كثيرة مثل مثلث ماسبيرو والقاهرة الفاطمية وكورنيش النيل وإنشاء ممشى أهل مصر وغيرها من الأماكن التي تستعيد بها القاهرة وجهها الحضاري والتاريخي من جديد وبعد تفريغها من الوزارات والمصالح الحكومية، وعلينا أن نستلهم التجارب الأوروبية الناجحة في هذا الشأن مثل مدينتي باريس ولندن حتى تكون القاهرة أحد أهم مقاصد السياحة العالمية بكل ما تضمه من عناصر الجذب السياحي.
مؤكد أن العامل المشترك في كل ما تشهده مصر من تطور وحداثة هو هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة. التي أصبحت تشكل نقطة مضيئة في كل مكان على أرض مصر. وإذا كان أبرز ثمارها عددًا كبيرًا من مدن الجيل الرابع. إلا أن نجاح الهيئة الحقيقي كان في تطور أفكارها وتنوع منتجها. فلم تتوقف الهيئة عند فكرة تقديم سكن آمن للمصريين. وإنما تحولت إلى قوة دافعة لحداثة مصر من خلال استلهام كل التجارب الناجحة لمدن عالمية، إضافة إلى تنوع منتجها لتقديم نماذج تتماشى مع كل شرائح المجتمع، بدءًا من الإسكان البديل للعشوائيات، مرورًا بالإسكان المتوسط، وانتهاء بالإسكان الفاخر وهو أمر أسهم بقوة في إنهاء احتكار سوق العقار في مصر. والأهم أن نجاح الهيئة في تنمية نشاطها أسهم وبقوة في استقرار ونمو الاقتصاد المصري باعتبار أن السوق العقاري مرتبط بصناعات وأنشطة متعددة.
وفي اعتقادي أن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لاثنين من أهم رؤساء الوزراء وهما المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق. والدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء الحالي يشير بوضوح إلى اهتمام الرئيس بهذا القطاع الحيوي ويؤكد أيضاً قصة نجاح هذه الهيئة في كل ما تقدمه لمصر، وبات على كثير من الهيئات أن تستلهم قصة نجاح هيئة التعمير.
وبصراحة كان يجب إسناد عملية التطوير والتجميل التي تحدث في عدد من أحياء القاهرة والجيزة إلى الهيئة بدلاً من المحليات. بحيث تكون تحت الإشراف المباشر لوزارة الإسكان وهيئة المجتمعات. باعتبار أن المهندس عاصم الجزار خبير في هذا الشأن. ورجل يتسم بالجدية والشفافية والمصداقية ولديه من الخبراء في هذا الشأن نماذج تفوق مثيلاتها العالمية. مثل المهندس عبدالمطلب ممدوح نائب رئيس الهيئة والمتخصص في التنمية وتطوير المدن. وهو أمر كان من شأنه إعادة أحياء القاهرة والجيزة إلى أحياء تفوق مثيلاتها العالمية. بدلاً من أعمال التجميل التي تتم بشكل عشوائي. في بعض الأحياء وتشكل إهدارًا للمال العام وتفتقد لكل معاني التطوير والتجميل التي تستحقها الجمهورية الجديدة.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية