تابعت خلال بطولة الأمم الإفريقية أداء الإعلام الرياضي المصري.. وكنت اتنقل بالريموت بين البرامج الرياضية في مختلف القنوات المحلية والعربية والدولية لمتابعة المعلومات حول أداء المنتخب الوطني وشاهدت كل ما يعرض على القنوات الفضائية حتى التناول في بعض برامج التيك شو الشهيرة. ولكن هذه المتابعة جعلتني في صدمة كبيرة من المستوي الذي وصل إليه الإعلام الرياضي بصفة عامة وطريقة التناول بصفة خاصة وسجلت الملاحظات التالية.
الملاحظة الأولى يوجد شلل في القنوات فنفس الضيوف مكررين في كل البرامج ويقولون نفس الكلام ونفس التحليلات ونفس الهجوم ولا هدف إلا الترند وكل من يتحدث له غرض معين وظهر ذلك بعد الأداء السيئ للمنتخب في أول مباراة أمام نيجيريا. والغريب أنني كنت اعتقد أن اللجان الإلكترونية هي لعبة جماعة الإخوان الإرهابية. لكن وجدت بعض المدربين لديهم لجان إلكترونية تكرر نفس الشعارات ونفس المطالب وتروج للشخصية في كل مواقع التواصل الاجتماعي.
والملاحظة الثانية أن هذه البرامج تستضيف بعض المدربين والمحللين الفاشلين مع فرقهم أو غير الحاصلين على رخص دولية في التدريب لمحاكمة وتحليل أداء مدرب مثل كيروش أو حتى مدربي الفرق الأخرى فنجد مدربا طرد من عدة أندية في موسم واحد يحلل أداء مدرب ناجح وينتقده عكس القنوات الأوربية التي كانت تتابع البطولة فكانت تستعين برموز تدريبية ومحاضرين في الاتحاد الأوروبي ويحللون كل كبيرة وصغيرة حتى الحالة النفسية للاعبين وعدم الثقة في بعضهم مما أدي حدوث فقدان كثير للكرة من خلال التمريرات الخاطئة وعدم وجود تحرك بدون كرة للاعبي مصر رغم أن التمرير والتحرك بدون كرة هو ألف باء كرة القدم فكان المدربون يعلموها لنا ونحن صغار وكانت فقرة ثابتة في كل تدريب.
أما الملاحظة الثالثة أن كل برنامج يعلن أنه حقق انتصارا صحفيا أو انفرادًا. وفي الأخير تجد ما يقوله أو يدعي أنه انفراد ما هو إلا نقل من موقع رياضي إلكتروني. خصوصا المواقع الصغيرة أو قيل في برنامج أخر . واعتقد أن وراء هذه الكارثة فريق الإعداد الذي يستسهل ويدعي أن هذه الأنباء انفراد مما يورط مقدم البرنامج.
أما الملاحظة الثالثة وهي الأخطر تتعلق بالبرامج المباعة على بعض القنوات التي تبيع الهواء. وهي برامج إما يصفي فيها المذيع حسابات مع خصومة أو يستضيف من يتحدث عن خصومة بطريقة لا تليق. وأخر يحاول إشعال التعصب بين جماهير الكرة بالوقيعة بينها بإثارة الفتنة حتى يحقق الشهرة أو« يركب الترند». وكنت قد أثرت قضية بيع الهواء في الأسبوع الماضي إلا أنه لم يتحرك أحد لمواجهتها. ولا أعرف هل ينتظرون وقوع كارثة حتى يتم التصدي لها .
الملاحظة الرابعة فهي وجود بعض الإعلاميين ومقدمي البرامج غير مؤهلين لتقديم البرامج الرياضية. ولا بد من إخضاعهم للتدريب والدراسة فنجد التهريج يتم داخل البرنامج. أو الحديث مع المصور أو الضيوف وهو نوع من الاستظراف غير المقبول لأن البرامج الرياضية من المفترض برامج جادة وليست برامج منوعات خفيفة .
فالإعلام الرياضي يحتاج إلى وقفة جادة من إدارات القنوات الرياضية. ويجب الاستعانة بخبراء حقيقيين ومدربين حصلوا على رخص حقيقية للتدريب من مؤسسات دولية ومحللين مثقفين. مثل محللي رياضة الإسكواش وكرة اليد لأن الثقافة جزء أساسي من عمل الإعلامي خاصة في مجال تخصصه كما يجب أن يكون هناك وقفة من نقابة الإعلاميين ووحدة الرصد بها أن كان بها وحدة رصد ومن المجلس الأعلى للإعلام الذي عليه دور كبير في إعادة تأهيل وتدريب هؤلاء والاستعانة بخبرات دولية لتدريبهم وصقل مهاراتهم لأن الموهبة في الإعلام لا تكفي وحدها بأن تصنع إعلامي ناجح.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية