أثارت القرارات التي اتخذتها الهيئات الرياضية ضد روسيا بسبب غزوها أوكرانيا حالة من الجدل في جميع دول العالم.. وتمت مقارنة ما يحدث مع اللاعبين العرب المتعاطفين مع القضية الوطنية الأولى وهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وبين ما يحدث في الملاعب الآن.
الجميع قارن بين موقف الاتحادات الدولية وخاصة اتحادات كرة القدم مع اللاعبين العرب الذين رفعوا أعلام فلسطين أو المنددين بالجرائم الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.. وبين ما قام به اللاعبون الأوروبيون برفع أعلام أوكرانيا أو حمل لافتات تندد بالغزو الروسي وتهاجم القيادة الروسية.. ووصل الأمر إلى الكتابة على التيشرتات ورفع الجمهور اللافتات المنددة بالغزو ثم وضع علم أوكرانيا على ذراع اللاعبين بدلا من شارة كابتن الفريق.
هذه الحالة تكشف بوضوح أن العالم الغربي الذي يدعى الحرية والديمقراطية هو عالم عنصري بكل المقاييس فهو يندد بغزو روسيا لأوكرانيا ويصمت على جرائم أكثر بشاعة في منطقة أخرى بالعالم وهي الأرض العربية المحتلة ومقتل مئات الألاف على يد الاحتلال الصهيوني طوال سنوات طويلة تحت سمع وبصر هذا العالم الذي يدعى التحضر.
فإن كانت الاتحادات الرياضية الدولية والقارية وكذلك اللجنة الدولية الأوليمبية مع شعار عدم الخلط بين السياسة والرياضة.. وأن الرياضة أداة تقارب بين الشعوب ويجب إبعادها عن الصراع السياسي.. وطبقت هذا الشعار علينا هنا في المنطقة العربية ومع أول غزو لدولة يميل قادتها للغرب نجد أن الملاعب تحولت إلى لوح للتضامن مع أوكرانيا وتندد بالمجازر الروسية المرتكبة. كل الرياضيين يتكلمون في السياسة متعاطفين مع أوكرانيا.
القضية أن الغرب المتحضر داخله جذور عنصرية مقيتة فهو لا يعترف بالظلم إلا إذا وقع عليه.. أما إذا وقع على الآخرين فهذا لا يهم ولا يتحرك بل يكيل دائما بمكيالين وهي القضية التي عانينا منها في جميع المجالات حتى في قضية حقوق الإنسان التي أساء إليها الغرب أكثر من منتهكي هذه الحقوق فهو يتذكر هذه القضية إذا كانت الأمور ضده أو ضد مصالحه. أم إن كانت الأمور تسير وفق ما يريده فلا داعي لإزعاج الأصدقاء ويتغاضى عنها.
فحرب روسيا وأوكرانيا كشفت لنا حقائق مهمة على رأسها أن الغرب. يرفع شعارات ولا يطبقها إذا مسه الخطر أو مس مصالحه. كما كشفت أن العالم في طريقه إلى إعادة تشكيل قواه السياسية والعسكرية والاقتصادية. في حالة خروج روسيا منتصرة من هذه الحرب. وخضوع الغرب لمطالبها واشتراطاتها وأكدت هذه الحرب أن الشعارات التي يرفعها الغرب حول الحرية والديمقراطية. وإبعاد الرياضة والفن عن السياسة والصراعات السياسية والدفاع عن الحضارة الإنسانية ليس إلا شعارات جوفاء لشغلنا عن الأهم في حياتنا.
ففي هذه الحرب تذكرنا بالظلم الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني من احتلال ظالم مدعوم من الغرب العنصري. وتحولت القضية الأكثر عدلا في العالم إلى قضية خاسرة بامتياز. بسبب أننا صدقنا أن الغرب متحضر ويريد لنا الخير والتقدم والنمو. ولكن الروس والأوكرانيين كشفوا لنا أننا سقطنا في أكبر خدعة. ولابد أن تعود القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية. حتى يتم تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني الغاشم وهذا الأمر بيدنا أن تتوقف الخلافات العربية فورا وبدون تأخير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويترلمتابعة أهم الأخبار المحلية