مصر الحديثة أمل كل المصريين، والقضاء على العشوائيات واستعادة وجه مصر الحضاري، واقع يتحقق في مناطق كثيرة بالقاهرة وغيرها من المدن، ويلقى ترحيب عامة الشعب.
الحديث حول تطوير جزيرة الوراق نال كثيرًا من اللغط والشائعات، وجعل شريحة من أبناء الجزيرة يتشككون في نوايا الحكومة عن إعادة تأهيل الجزيرة بما يتناسب مع موقعها وأهميتها، وهو أمر يذكرنا بما حدث في مثلث ماسبيرو في بداية الأمر وتجمهر المواطنين رفضًا للمشروع.
ولكن بعد أن أيقن أبناء المنطقة جدية ومصداقية الحكومة في تطوير المنطقة، وأن كل ما ادعته جماعة الشر ما هو إلا شائعات لإحداث أزمة، تحول المشروع إلى واقع ونقطة مضيئة جديدة في قلب القاهرة يفخر بها الآن الجميع وعلى رأسهم أبناء منطقة ماسبيرو الذين رفضوا المشروع في البداية، وتناسى الجميع الأزمة التي صنعتها جماعة الشر لوأد المشروع.
للأسف نفس السيناريو يتكرر في مشروع تطوير جزيرة الوراق بعد أن استغلت جماعة الشر المشروع لإطلاق شائعاتها، والزعم بأن الحكومة سوف تطرد أبناء الجزيرة وسوف تبيع الجزيرة لمستثمرين أجانب وغيرها من الشائعات التي لا تثير غضب أبناء الجزيرة وحدهم، ولكن غضب كل من يعتقد أن هناك مصادرة للأملاك وتهجيرا وغيرها من الشائعات في سيناريو مكرر مع كل مشروع تقوم به الحكومة بهدف احداث بلبلة في الشارع المصري وتعطيل المشروعات.
والحقيقة أن الحكومة عندما قررت تطوير الجزيرة وضعت خيارات متعددة أمام أبناء الجزيرة من بينها استمرار أبناء الجزيرة في الاقامة بها من خلال الوحدات السكنية البديلة التي سيتم إنشاؤها بالجزيرة، في اطار مشروع التطوير الذى يعظم من قيمة الجزيرة التي تقع على مساحة حوالى 1600 فدان في وسط النيل وبها مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.
إضافة إلى المباني التي يقطنها أبناء الجزيرة وتفتقر إلى الخدمات الأساسية، وبطبيعة الحال، فإن هذه المباني تم إنشاؤها بدون تخطيط وعلى غرار ما يحدث في معظم الريف المصري من بناء عشوائي وهو أمر لا يتناسب وموقع الجزيرة وأهميتها، ولا خلاف على أن أبناء الجزيرة مواطنون يستحقون الخدمات التي ينعم بها الجميع، وهو أمر يدعوهم إلى الاستفادة من موقع الجزيرة بعد تطويرها.
وعدم الانجراف خلف الشائعات المغرضة، خاصة وأن 70٪ من مساحة الجزيرة باتت في حوزة الدولة بعد أن تم دفع تعويضات 6 مليارات جنيه لمساحات الأراضي و2 مليار للسكن البديل، ومن المؤكد أن استمرار الجزيرة على وضعها الحالي لا يخدم أبناء الجزيرة بالشكل الأمثل سواء من حيث التخطيط العمراني أو الخدمات الصحية والتعليمية ووسائل المواصلات وغيرها من الخدمات.
ومن المؤكد أيضًا أن التطوير له عوائد وثمار كبيرة لأبناء الجزيرة الذين يقررون استمرار الاقامة بها حيث الخدمات الحديثة والتطوير ونشأة أبنائهم في بيئة حضارية، وأيضًا الاستفادة اقتصاديًا من المشروعات التي تقوم بها الدولة لتعظيم الاستفادة من الجزيرة اقتصاديًا على شتى المستويات، وفوق كل هذا وذاك سوف تتحول الجزيرة إلى نقطة مضيئة جديدة تضيف لوجه القاهرة الحضاري.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية