عام واحد فقط يفصلنا عن الاحتفال بمرور نصف قرن على معركة أكتوبر 1973. هذا العام كرم الرئيس السيسي عددًا من الأبطال.. وهناك من لايزال ينتظر أن يوضع اسمه في مكانه الحقيقي الذي يستحقه.
في مناسبة أخرى سابقة الرئيس المصري أشاد بدور الدول العربية في دعم الجيش المصري واستعداداته لخوض المعركة.
لغط كبير مازال يحيط بكثير من ملابسات الحرب، في المقدمة أسباب فتح القناة السرية المصرية – الأميركية مع بدء المعارك، والأسرار الكامنة وراء قرار السادات بإبلاغ الأمريكان مبكرًا وعبر هذه القناة «حافظ إسماعيل» بعدم نيته تطوير الهجوم!.
كما يحيط لغط كبير بأسباب حدوث ثغرة الدفر سوار وكيفية مواجهتها. ماذا حدث على الجبهة السورية، وكانت شريكة لنا في الإعداد والتجهيز للحرب؟ هل كان ذهاب ملك عربي إلى إسرائيل صباح يوم المعركة، وإبلاغها بخبر الهجوم عند المساء ضمن خطة الخداع الاستراتيجي المعروفة؟ وهل كان أشرف مروان جزءًا من هذه اللعبة أم غير ذلك؟ وهل كان لدينا بالفعل عميل داخل إسرائيل هو من أمدنا بالرسوم التفصيلية لخط بارليف وتحصيناته المنيعة؟ أم أن رأفت الهجان «رفعت على سليمان الجمال» كان مجرد شخصية مصرية زرعت في إسرائيل، لكنها لم تكن بذلك القدر من علو الكعب الذي أظهر المسلسل الشهير «رأفت الهجان» إننا نتفوق به على الموساد الإسرائيلي، وأن مؤلف المسلسل المبدع صالح مرسي نفخ في صورة «الهجان» من روحه الإبداعية؟
يذكر أن الأستاذ هيكل في سلسلة حواراته الشهيرة على قناة الجزيرة نفى أن يكون لمصر عميل ذو قيمة داخل إسرائيل، وإن كان – وهو من هو -بدى متحيرًا إزاء الإجابة عن سؤال يتعلق بأشرف مروان، وهل كان يعمل لصالح مصر أم لا؟
الإجابة عن كل هذه الأسئلة وغيرها، وكذا وضع «كشكول الجمسي» في مكانه الحقيقي، كأحد أعتى الأسلحة التي امتلكناها، وساعدتنا في احتساب كل صغيرة وكبيرة تتعلق بساعة الصفر.. بما درسته عن سرعة الرياح المساندة أو المعاكسة لنا، وتفاصيل المد والجزر، وأنسب وقت للعبور الخ.
كشكول الجمسي الشهير ينم عن مقدرة عالية لرئيس أركان الجيش، كما تنم أفكار «باقي زكى يوسف» عن كيفية إزالة الساتر الترابي عن عقلية هندسية -عسكرية فذة، وغيرها من أفكار تجلت أثناء الحرب.
حائط البطولات الذي يجب أن يكتب بعناية وبصدق عن حرب أكتوبر يجب أن يجيب على هذه التساؤلات ويضع كل قائد في موضعه ومكانه الصحيح. فمن حق هذه الأمة أن تزهو ببطولات شاركت في المعركة الممتدة من سنوات حرب الاستنزاف، ومعارك وبطولات رأس العش وشدوان وتفجير المدمرة إيلات، والعمليات الخاصة التي تمت خلف خطوط العدو بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي ومجموعة أخري من أشرف وأنبل ضباط الصاعقة.
وحدها حوائط البطولات تكتب تاريخ الأمم إذا كتبت بتجرد وأمانة، وفقًا لقاعدة الصدق وليست وفقا لمقولة التاريخ يكتبه المنتصرون.
الحاجة أكثر إلحاحًا اليوم لتماسك الأمة واستذكار بطولات أبنائها.. في مواجهة ما يحدث لشبابنا اليوم من تغييب لقيم البطولة والانتماء. وليتنا ندرسها لهم.
أحيي كل دور عربي دعم مصر.. خاصة الكويت وليبيا والسعودية والجزائر.. واستذكر العظيم «هواري بومدين».. فسيظل تاريخه في دعم المعركة يكتب بحروف من ذهب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية