أكد الدكتور وليد عتلم، الكاتب والباحث المتخصص في الشؤون السياسية والشؤون الأفريقية، أن العلاقات المصرية الهندية؛ هي علاقات تاريخية وممتدة بين كل من الهند ومصر دعما حركات التحرر الوطني في أفريقيا في مواجهة الاستعمار والفصل العنصري.
وأضاف عتلم، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الهند تأتي في وقت له خصوصية شديدة في الهند، وهو «يوم الجمهورية». كما أنه تتزامن مع مرور 75 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والهند، مضيفا أن مصر والهند كانتا الركائز الأساسية لحركة عدم الانحياز التي تأسست عام 1955 من 29 دولة حضرت مؤتمر باندونج. والحركة كانت من بنات أفكار رئيس الوزراء الهندي الأسبق نهرو.
وأشار الباحث في الشؤون السياسية، إلى أن مصر والهند كانتا أيضا الدعائم الرئيسية لحركة الـ77 وهي أكبر تجمع للدول النامية داخل منظمة الأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنهما من أبرز الدول الداعمة لحركات التحرر الأفريقي، خاصة بعد استقلال الهند ثم ثورة 1952 في مصر.
وتابع «عتلم»، أن جمعية الصداقة المصرية الهندية، هي من أقدم جمعيات الصداقة على مستوى العالم منذ عام 1952، وكأن أول رئيس لها الرئيس المصري الراحل محمد نجيب، وبالتالي نحن نتحدث عن علاقات تاريخية قديمة وممتدة، جعلت من كل من مصر والهند صوت العالم النامي ودول الجنوب الحر.
وأردف الدكتور وليد عتلم خلال حلوله ضيفا على قناة مصر الزراعية، قائلا: إن زيارة الرئيس السيسي للهند تأتي في إطار الاحتفالات بيوم الجمهورية هو يوم شديد الخصوصية في الهند لأنه في هذا اليوم تم إقرار أول دستور دائم للهند وأطول دستور مكتوب في العالم يعكس التنوع الثقافي واللغوي والديني للدولة الهندية.
وأضاف إن أهمية هذا اليوم تجعل نيودلهي تضع معايير دقيقة ومحددة جدا للضيوف التي تستضيفهم في هذا اليوم، وبالتالي اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيف الشرف الرئيسي، يعكس مدى التقدير الشديد والكبير الذي توليه الهند لمصر دولة وقيادة وشعب وحكومة.
وتابع الباحث السياسي، أن البيان الختامي المشترك بين مصر والهند رفع مستوى العلاقات المصرية الهندية إلى مستوى العلاقات الإستراتيجية أو مستوى الشراكة الإستراتيجية، ومصطلح الشراكة الإستراتيجية هو مصطلح ظهر على مستوى أدبيات العلوم السياسية أوائل التسعينات بعد نهاية الحرب الباردة والتحول لعالم القطب الواحد، حيث اتجهت الدول إلى مفهوم الشراكات والتكتلات من أجل مواجهة التحديات على المستوى الدولي.
وعلى الجانب الاقتصادي تساءل عتلم، لماذا الهند مهمة اقتصاديا؟، وأجاب أن الهند اقتصاد صاعد وأنها مرشحة لأن تكون ثالث أكبر اقتصاد على مستوى العالم في 2030، وهناك اتفاقية ثنائية للتعاون التجاري بين مصر والهند تدخلت حيز التنفيذ في مارس عام 1978.
وأضاف الدكتور وليد عتلم، أنه طبقا للبيانات التي قدمها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار في مجلس الوزراء أن حجم التجارة بين البلدين خلال عام 2021/ 2022 تجاوز 7.26 مليار دولار بزيادة 75% عن عام 2020، وأن الصادرات المصرية للهند خلال عام 2021 /2022 بلغت 3.52 مليار دولار بزيادة 86% عن عام 2020، مشيرا إلى أن حجم واردات مصر من الهند هي 3.74 مليار دولار بزيادة 65% خلال العام نفسه.
واستطرد أن الهند ثالث أكبر سوق تصدير لمصر عام 2021، وهي سادس أكبر شريك تجاري لمصر عام 2021، مضيفا أن قيمة الاستثمارات الهندية في مصر تجاوزت حاجز الـ 3 مليار دولار في 52 مشروعا توفر نحو 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة تتركز معظمها في قطاعات: البتروكيماويات – الغزل والنسيج – السياحة – النفط والغاز الطبيعي.
وقال عتلم إن التعاون الأهم يتمثل في دعم الهند لمصر من أجل الانضمام إلى «البريكس»، وهو تحالف اقتصادي مهم تأسس عام 2006 ، يضم في عضويته كل من: روسيا- الصين – الهند – البرازيل. ثم انضمت جنوب أفريقيا عام 2010.
وهذا التحالف يمثل ربع الاقتصاد العالمي، حيث أسس بنك لتنمية أعضاؤه برأسمال 100 مليار دولار لتمويل مشروعات التنمية في الدول الأعضاء. وهذا تمويل ضخم ومزايا اقتصادية مهمة. بالتالي الشراكة مع الهند هي شراكة مهمة ومطلوبة.
وختم الدكتور وليد عتلم حديثه قائلا، أتوقع أن زيارة الرئيس السيسي للهند سيكون لها مردود إيجابي على مستوى الاقتصاد، وهذا ما تسعى له القيادة السياسية والدولة المصرية خلال الفترة الأخيرة لتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد المصري. كما توقع أن يكون هناك شراكات مهمة فيما يتعلق بالنظام العالمي الجديد متعدد الأقطاب.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية