كل عام ونحن بخير بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.. ولكن هل نحن بخير حقا؟! اعتقد لا فنحن لسنا بخير لا على الصعيد الانساني، ولا على الصعيد الاجتماعي، ولا حتى اقتصاديا، فنحن نعاني أشد المعاناة من أجل أن نحيا حياة تتوفر لديها أبسط المقومات، أما من الناحية المهنية فحدث ولا حرج، فأعتقد أننا نمر بأسوأ أزمة تمر بها الصحافة منذ أن خلقها الله تعالى وحتى ساعته وتاريخه.
وبإطلالة سريعة علي ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة، فقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول/ ديسمبر 1993، بناء على توصية من المؤتمر العام لليونسكو. ومنذ ذلك الحين يُحتفل بالذكرى السنوية لإعلان ويندهوك في جميع أنحاء العالم في 3 أيار/مايو باعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة.
ويعود تاريخ اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى مؤتمر عقدته اليونسكو في ويندهوك في عام 1991. وكان المؤتمر قد عُقد في الثالث من أيار/مايو باعتماد إعلان ويندهوك التاريخي لتطوير صحافة حرّة ومستقلّة وتعدديّة. وبعد مرور ثلاثين سنة على اعتماد هذا الإعلان، لا تزال العلاقة التاريخية بين حريّة التقصّي عن المعلومات ونقلها وتلقيها من جهة، وبين المنفعة العامة، من جهة أخرى، تحظى بذات القدر من الأهمية.
إن يوم 3 أيار/مايو بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة. وإنها فرصة لـ:
- الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة
- تقييم حالة حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم
- الدفاع عن وسائل الإعلام من الاعتداءات على استقلالها
- نحيي الصحفيين الذين فقدوا أرواحهم في أداء واجباتهم
وعند هذه النقطة تحديدًا لابد أن نقف إجلالًا وتقديرا لزملائنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أرقى الرسالات، وبعضهم يرضخون في السجون وتحت وطأة التعذيب بسببها، فنناشد من يملك أن يفك قيدهم، ويرحم ضعفهم ويحترم رسالتهم.
ولقد آثرت أن انقل لكم حرفيا ما ذكرته الأمم المتحدة في موضوع إنشاء هذه المناسبة العظيمة قبل ٣٠ سنة، والسؤال الذي يطرح نفسه اجباريا ماذا تحقق من هذه المناسبة؟ ونحن ما زلنا نناقش إمكانية تداول المعلومات، وحرية تناولها وسبل الحصول عليها، ونكافح من أجل ألا يجرم الصحفي بسبب النشر إن كانت المعلومات صحيحة فما بالك إن كان هذه المعلومات يشوبها النقصان أو الخطأ.
نحن في العالم الثالث مجازا المتخلف واقعيا، نعكف على رسم خارطة طريق لنا لنستعيد موقعنا الذي يجب ان يكون، وأن نقطع أحبال التبعية للحكومات أو لرؤوس الأموال، أو للتمويل الذي يتحكم، ولكنني أعود وأقرر أن هذه الأشياء لم تعد ضمن أحلامنا الآن، بل ما نبحث عنه بيئة شبه نظيفة، أو مناسبة أو حتى معقولة لنؤدي رسالتنا وعملنا، فما زلنا نؤمن أن الصحافة هي من أقدم الرسالات والمهن علي وجه الأرض منذ أن وطأت قدم ابونا آدم عليه السلام كوكب الأرض معاقبا مكرما، وحتى الآن.
ولكن الأوضاع الآن اختلفت باختلاف الزمن والبشر، والعقول ومساحات الحرية، واختلفت أيضا باختلاف المصالح الشخصية والعامة والوطنية والطائفية، اختلف باختلاف مستوى التعليم والتحضر والتثقف.
وما أريد التأكيد عليه هو أننا نريد مساحة نستطيع أن نتحرك فيها من أجل الوطن والصالح العام، مساحة نناقش فيها قضايا الوطن والمواطن المغلوب علي أمره، مساحة نستطيع فيها أن نوصل رسالة حق للشعب قبل أهل الحكم.
ومن حسن الطالع أن يتوافق أول ايام انعقاد الحوار الوطني مع اليوم العالمي لحرية الصحافة وكلاهما طال انتظاره ونعلق عليه آمالًا عريضة فهل من آذان صاغية، وقلوب واعية ثم رغبة في التنفيذ؟! قول يارب!!!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية