الكل خاسر في حرب السودان.. البرهان.. وحميدتي.. والشعب.. والجيش.. والشرطة.. ومؤسسات الدولة، الكل خاسر.. السودان الأهل والوطن في محنة كبيرة لا أحد يعلم نهايتها.
وكما تبدو النهاية مجهولة ومخيفة، فإن البداية أيضاً كانت مجهولة، لا أحد يعرف أسباب هذه الحرب الطاحنة. الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه الحرب مجهولة، ولا يعرف أحد بالتحديد من وراء هذه الفتنة.
الشيء المؤكد هو أن هناك أحداثاً خفية وأسباباً غير معلومة ومؤامرات مجهولة وراء هذه الحرب، فمثلا لم يستيقظ حميدتي والبرهان من نومهما فجأة ليقررا شن حرب متبادلة، الأمر كانت له مقدمات وسبقه ترتيبات وربما تهديدات.. ولكن كلها ما زالت مجهولة بأحداثها وأطرافها وتفاصيلها.. فقط الشعب وحده الذي استيقظ على صوت المدافع والصواريخ، الشعب المغلوب على أمره هو من داهمته آلة الحرب الفتاكة التي باتت تقتلع الأخضر واليابس بلا هوادة.
تعلمت دائماً أنه في مثل هذه الحالات خاصة فيما يتعلق بسقوط الدول وإشاعة الفوضى والحروب، أذهب مباشرة إلى من يديرون العالم، فهناك الخطط التي بدأ إعدادها منذ عشرات السنين والخطط التي يجرى تنفيذها، وكذلك ما يتم التخطيط له في المستقبل.
لا يخفى على أحد التصريحات التي انتشرت مؤخراً للجنرال الشهير ديسلي كلارك الذي تحدث فيها عن خطط تم وضعها قبل 20 عاماً لإسقاط 7 دول في غضون 5 سنوات.
الجنرال كلارك تحدث حول ما أخبره به مسئول كبير عن المخطط الإستراتيجي السري الذي تم إعداده في 2001 لمهاجمة وتدمير 7 دول في 5 سنوات وهي: العراق وسوريا ولبنان وليبيا والصومال والسودان وإيران.. هذا ما خطط له الذين يديرون العالم منذ أكثر من 20 عاماً.
والغريب أنهم لا يخفون شيئاً مما يخططون له، ولكنهم يتحدثون علانية واعتقد أن حديث الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد ما زال عالقاً في أذهاننا.. فقد تحدثوا عن كل شيء بكل صراحة، وأعلنوا عن مخططاتهم بكل وضوح، حديث الجنرال كلارك ونظريات الفوضى الخلاقة وإعادة ترتيب الشرق الأوسط ألقت بظلالها مع دخول دولة جديدة إلى دائرة الحرب والفوضى.
إنهم يخططون ليل نهار لإسقاطنا، وبدلاً من خطط الحرب والغزو التي كانت تكلفهم الكثير من الأموال والأرواح، تحولوا إلى استراتيجية أخرى وهي الثورات والفتن والحروب الداخلية، أي أن السقوط يكون بأيدينا نحن دون أن يتحملوا أي تكلفة من أي نوع، بأيدينا نحن نسقط دولنا.. بأيدينا نحن نسقط أوطاننا، وكل شيء باسم الثورات والحرية والديمقراطية وغيرها من العبارات التي صدعوا بها رؤوسنا، فهل تنجو السودان من هذا المخطط الشيطاني، أم تلحق بالدول التي سقطت وتركت جرحاً غائراً في قلب أمتنا العربية؟.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية