كل سنة وأنتم طيبين.. عيد سعيد عليكم جميعًا.. ولأننا في العيد المبارك يجب أن أقص عليكم حكاية تبعث على السعادة.. أصدر نادي إنبي الرياضي، بيانًا جديدًا من نوعه، وهو بيان غير مسبوق ولم نعتد عليه.
قال أيمن الشريعي رئيس النادي في البيان كلامًا يستحق التقدير والإعجاب. الشريعي قال: إن مجلس إدارة نادى إنبي، قرر التنازل عن نسبة الرعاية حال إقرارها من جراء بيع صفقة حمدي فتحي لاعب الأهلي في حالة إتمام انتقاله إلى نادي الوكرة القطري لصالح نظرائهم بنادي دمنهور. وحمدي فتحي لاعب إنبي السابق كان أحد الناشئين الذين أفرزهم نادي دمنهور.
وقال الشريعي إن القرار يأتىي توطيدا للعلاقات القوية التي تربط النادي بكافة الأندية وبالأخص نادي دمنهور، في ظل الدعم والتعاون الكامل للأندية الجماهيرية.
مؤكدًا أن المجلس قرر التنازل عن حقه في رعاية حمدي فتحي لدمنهور مهما كانت النسبة التي تقرها اللوائح والعقود مؤكدًا أن النادي اكتفى بمكسبه التجاري من نسبة إعادة البيع حال إتمام صفقة انتقال اللاعب إلى الوكرة القطري.
نادي إنبي يحق له الحصول على نسبة 20% من عائد بيع الأهلي لحمدي فتحي إلى أي نادي، وفقًا للعقد المبرم بين الناديين في يناير 2019 الماضي.
كلام نادى إنبي محترم، ومُقدر، ويستحق أن نرفع القبعة لنادي إنبي، الذي يتم تصنيفه بأنه «نادي شركات» وليس من الأندية الجماهيرية التي تعاني من غياب الأموال والقدرة على الإنفاق على أنشطتها الرياضية، بالعكس، هو أحد الأندية التي تمتلك إمكانيات مالية جيدة ويتمتع بالاستقرار، وكان يمكنه أن يتخذ قرارًا طبيعيًا بالبحث عن حقوقه التي تزيده استقرارًا ومالًا، ولكنه اتخذ القرار الذي يجعلني أقول باعتباري «زملكاوي مُعتبر».. «الله عليك يإ إنبي».. تذكيرًا بفوز إنبي على الأهلي عام 2001 مما جعل الزمالك يفوز ببطولة الدوري فخرجت جماهير الأبيض تغنى في الشوارع.. «الله عليك يا إنبي.. خليت الدوري جنبي».!!
الأندية الشعبية في مصر تعاني من غياب المقدرة المالية التي تجعلها تنفق على كل الألعاب وخاصة كرة القدم، ولذلك تتعرض لمزيد من الانهيار في مواجهة الأندية الخاصة وأندية الشركات التي تتميز بالاستقرار المالي.
قبل سنوات طويلة كانت الأندية الشعبية تتميز بأن رجال الأعمال وأصحاب التجارة والصفوة من المحبين ينفقون عليها دون مقابل، وكان العائد على هؤلاء المحبين هو الشعور بالسعادة لمجرد أن الفريق الذي يشجعونه يفوز وينتصر.
وبعد فترة.. أصبح رجال الأعمال يسعون للفوز برئاسة الأندية الشعبية وعضوية مجلس إدارتها، وكان المقابل هو المساهمة في تكاليف الإنفاق على فريق كرة القدم بالذات، ولكن تسبب هذا الأمر في اشتعال المنافسة على خطف اللاعبين، وشهدت الأندية صراعًا تزكيه الأموال للفوز باللاعبين المميزين، ومع الوقت سقطت بعض الأندية من المنافسة، وسقطت أيضًا من جدول الدوري إلى الدرجات الأدنى، وبقيت أندية الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمصري والاتحاد، وسقطت من المعادلة أندية مثل الترسانة والمنصورة والسويس والمنيا والمحلة (الذى عاد بعد معاناة).
ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلا.. فقد تغيرت المعادلة.. وأصبح رجال الأعمال والشركات يؤسسون أنديتهم الخاصة، وأصبح رجال الأعمال يؤسسون أندية يصنعون بها دعايتهم دون الدخول في الصراعات الداخلية للأندية الشعبية، وهذا الأمر أدى إلى مزيد من المشكلات للأندية الجماهيرية المتبقية، ولم ينجو من سلبيات تغير المعادلة سوى الأهلي والزمالك.
منذ شهرين تقريبًا، تقابلت عن طريق الصدفة في إحدى المناسبات الاجتماعية، بأحد رموز النادي الإسماعيلي العريق، وجمعنا حديث مطول عن ظروف النادي وتعرضه لخطر الهبوط، وقال لي الرمز الاسماعيلاوي الكبير، كلامًا حزينًا عن عدم قدرة النادي على دفع مرتبات اللاعبين والمدربين حتى في قطاعات الناشئين.
وقال لي النجم الكبير بعض الحلول السريعة لإنقاذ الأندية الشعبية.. قال يجب أن يتغير نظام توزيع عوائد بث المباريات حتى تتمكن الأندية الشعبية من البقاء، وقال إن النظام الإنجليزي هو الأفضل، لأنه يمنح 50% من العائد للأندية بالتساوي، ويقوم بتوزيع النسبة المتبقية وهي 50% بطريقة أخرى، فتذهب النسبة الأكبر منها للأندية الفائزة بأكبر عدد من البطولات، والأكثر شعبية، والأكثر مشاركة خارجيًا، وقطعًا سيحصل الأهلي والزمالك على النسب الأكبر منها، ثم يتم توزيع الباقي من القيمة بنفس القواعد على باقي الأندية، ولكننا سنضمن أن نصف عائد البث سيتم توزيعه بالتساوي حتى تتمكن الأندية الشعبية من الاستمرار.
الرمز الاسمعلاوي الكبير قال لي بأن استمرار معاناة الأندية الشعبية سيؤدى إلى مخاطر أخرى وهي تأثر على المنتخب الوطني لكرة القدم بغياب الجماهيرية المتنوعة، وتركيز هذه الشعبية في ناديين أو ثلاثة وقد يؤدى هذا إلى انتماء الجماهير للأندية أكثر من انتمائها للمنتخب الوطني.
ما أعلنه نادى إنبي بخصوص التنازل عن حق رعاية اللاعب لصالح النادي الجماهيري الذي كان ينتمى إليه اللاعب صغيرًا هو أمر يستحق التقدير والاحترام لأنه يدعم ناديًا جماهيريًا يستحق مد يد العون له ليعود للساحة وحتى يتمكن من إسعاد جماهيره.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية