فى أوائل العام الماضي قرر المجلس العسكري الحاكم في مالي طرد السفير الفرنسي وأمهله 72 ساعة لمغادرة البلاد، ومن هنا كانت البداية.. بداية معركة طويله لأفريقيا مع المستعمر الجديد الذي عاد لينهب ثروات تلك القارة الغنيه ويحتلها بمسميات جديده منها محاربة الإرهاب وغيرها من الشعارات والعبارات الزائفه.. لأن ما فعله هذا المستعمر من الإستيلاء على خيرات هذه الدول وحرمان شعوبها من أبسط حقوقهم كان هو الإرهاب بعينه.
فى 15 أغسطس الماضي غادر آخر جندي فرنسي أرض مالي التي تقدمت في نفس اليوم بطلب لعقد إجتماع طارئ لـ مجلس الأمن الدولي لبحث دعم فرنسا للجماعات المسلحة والتجسس.. إنها معركة طويلة بدأتها دول القارة السمراء لتسترد فيها ثرواتها المنهوبة من الذهب واليورانيوم والمعادن الثمينة الأخرى التي كانت تستولى عليها فرنسا.
من مالي بدأت المعركة وانتقلت إلى بوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى وأخيرا النيجر.
هذه المعركة وصفها رئيس بوركينا فاسو إبراهيم تراوري في خطاب له الأحد الماضي بأنها معركة طويلة وصعبة ولكنها ليست مستحيلة، وأكد أنها معركة من أجل أفريقيا بأكملها وليس من أجل بوركينا فاسو وحدها، وقال أيضا: لقد حان الوقت لأن نستيقظ ولم يعد مطلوب منا عبور المحيط لنموت بحثا عن الدورادو.. والدورادو تعنى مدينة الذهب المفقودة..
الزعيم الأفريقي الشاب قال أن المعركة ضد الإمبريالية بدأت.. ورغم صعوبتها إلا أننا سنصل إلى هناك قريبا.
وتحدث عن القرارات التي أخذها في بداية توليه السلطة وأهمها إنهاء العقود مع الشركات الفرنسية التي تم التوقيع عليها من الأنظمة السابقة والتي كتبت الفقر على البلاد سنوات طويلة وكان يمكن أن تمتد لعقود طويله.. تلك العقود التي منحت فرنسا حق احتكار الثروات الطبيعية للبلاد وتصديرها إلى باريس دون مراعاة للشعب صاحب البلد الذي يعانى الجوع والفقر والمرض.
أن ما حدث في النيجر منذ أيام يأتى فى إطار تلك المعركة.. معركة التحرر من الاستعمار الفرنسي الجديد.. معركة يتصدى فيها الشرفاء للمحتل الغاصب وأذنابه.. معركة تسترد فيها أفريقيا ثرواتها المنهوبة وتحاول الخروج من الحالة المتردية التي وصلت إليها.. وأبدا لن تنجح محاولات فرنسا وضغوطها من أجل عودة رجالها والحكام الموالين لها، لأن الشعوب استفاقت من سباتها العميق واستلهمت تجربة مالى وبوركينا فاسو.. والدليل على ذلك تلك الحشود الكبيرة التي تخرج كل يوم لدعم وتأييد الحكام الجدد.
لقد حان الوقت لتعلم فرنسا أن أفريقيا اليوم ليست أفريقيا الأمس.. وأن الحقوق لا توهب ولكن تنتزع.. وأن الشعوب لن تقبل نهب ثرواتها بعد اليوم.. إنها معركة طويله وما يحدث هو البداية.. أما النهاية فستكون فى صالح الشعوب التي عانت كثيرا من الظلم والقهر والتهميش.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية