عاد الاحتلال بقوة وشراسة فاقت كل التوقعات ليواصل خطة الإبادة الجماعية لأهالي غزة في محاولة بائسة لتصفية القضية الفلسطينية، فما كانت الهدنة إلا تخفيفا للضغوط الداخلية على حكومة الاحتلال، ومحاولة لإعادة الأسرى اليهود من يد حماس، وبعد انهيار الهدنة الإنسانية اشتعلت المعارك التي يخوضها الاحتلال برعاية ومشاركة ومباركة أمريكية.
الاحتلال غايته هدف واحد لا يحيد عنه ولا يرى له بديلا، وهو السيطرة على غزة والقضاء على حماس نهائيا، فلما فشل في مفاوضات الأسرى «الكل مقابل الكل» التي أطلقتها حماس، ويأس من التخلص من المقاومة، قرر الإجهاز على الشعب الفلسطيني كله ليقضي على حماس معه ولو بالصدفة.
إنه عدو غدار لا يحارب من أجل قطعة أرض أو بئر غاز أو نهب ثروات، وإنما من جبروته يريد أن يبتلع وطنا بأكمله!!
وبالطبع الاحتلال يفعل كل ما يريد بالطريقة التي تشبع رغباته الدموية دون خوف أو خجل لأنه في كنف الحماية الأمريكية التي تهيمن على القرار الدولي بل والمنظومة العالمية بأكملها.
وظهر سريعا الوجه القبيح للعدو المستتر خلف الهدنة الإنسانية وتبادل الأسرة، ليعلن يوآف غالانتي وزير الدفاع الإسرائيلي يوم السبت، سنواصل تكثيف النيران حتى تتحقق أهدافنا، وكلنا يعلم أهدافهم أولها الحرب وآخرها تصفية القضية الفلسطينية!!
وحتى صباح السبت، أي بعد 24 ساعة تقريبا من تجدد المعارك ارتفعت حصيلة الشهداء في غزة جراء القصف الإسرائيلي المكثف إلى 240 شهيدا وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية، أما الجرحى والمصابين خلال نفس المدة قد وصلوا إلى 589 مصابا نقلا عن تليفزيون فلسطين اليوم.
وكانت حصيلة الشهداء والمصابين قبل بدء الهدنة قد زادت عن 15 ألف شهيدا و40 ألف مصابا حسب وكالة أنباء العالم العربي.
ولأن جيش الاحتلال دخل في حرب مفتوحة تختلف عن الحروب السابقة فإنه بدأ يعد خططا لاغتيال قادة حماس حول العالم، وتعهد المسؤولون الإسرائيليون بسحق حماس التي قادت منذ تأسيسها الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الذي امتد إلى 75 عاما.
وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، عن مسؤولين إسرائيليين أن أجهزة مخابرات العدو تستعد لاغتيال قادة حماس في كل بلدان العالم عبر مطاردات واسعة قد تستمر لسنوات وسيكون لها تداعيات على دول عديدة عربية وعالمية.
ومازالت فكرة تهجير أبناء غزة قائمة لدى قادة الاحتلال حيث كشفت صحيفة يسرائيل هيوم الإسرائيلية عن خطة يهودية نالت مباركة الكونجرس الأمريكي وسيروج حال الموافقة عليها من الدول المعنية.
وتشمل الخطة التي تتضمن أربع دول في المنطقة، مبادرات اقتصادية لهذه الدول لقبول الهجرة الطوعية وليست القسرية للفلسطينيين إلى أراضيها بعدما تحول إسرائيل غزة وفقا لخططها التدميرية إلى أرض يستحيل العيش فيها.
باختصار.. إسرائيل لديها مشروع توسعي كبير على حساب الفلسطينيين وتصفية قضيتهم وتمتلك أكثر من خطة لتنفيذ مخططها الجهنمي بمباركة ودعم أمريكي وأوروبي.
وأساس فكرة التهجير أيا كانت سواء بطريقة قسرية أو طوعية، فإنه وفقا للمخطط اليهودي سوف تتم عبر طريقين لا ثالث لهما مصر والأردن، سواء كانت محطات دائمة أو مؤقتة.
والموقفان المصري والأردني على المستويين الرسمي والشعبي واضحين ومؤكدين بالرفض التام للتهجير والنزوح على حساب تصفية القضية الفلسطينية التي تعد قضية جوهرية للدولتين والشعبين.
ويبقى أن أمريكا شرطي العالم صاحب اليد الطولى والفيتو الأقوى أعلنت مرارا أنها ضد التهجير القسري لسكان القطاع.. لكنها لم تبين موقفها تجاه المقترح الإسرائيلي بشأن المغادرة الطوعية التي تعد في الأصل تهجيرا قسريا، فكلاهما يتم خوفا من القوة العسكرية الباطشة ومن أرض تستهدف فيها الآلة الإسرائيلية العسكرية كل هدف يتحرك عليها في محاولة لإحالتها إلى مقبرة مفتوحة لا مكان للحياة فيها.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية