جاء في كتاب «المستطرف في كل فن مستظرف» لشهاب الدين الأبشيهي.. وهو أديب مصري ولد في قرية أبشواي بالفيوم، وأقام في المحلة، ثم سكن القاهرة في القرن الرابع عشر.
ويعتبر هذا الكتاب من أشهر ما كتب، ومنه حكايتنا هذه «حكمة الملوك الأربعة» والتي تحكي أن أربعة ملوك اجتمعوا وتكلموا، فقال ملك الفرس «ما ندمت على ما لم أقل مرة.. وندمت على ما قلت مرارًا».
وقال ملك قيصر: أنا على رد ما لم أقل أقدر منى على رد ما قلت. وقال ملك الصين: ما لم أتكلم بكلمة ملكتها.. وإذا تكلمت ملكتني.
وقال ملك الهند: العجب ممن يتكلم بكلمة إن رفعت ضرت وإن لم ترفع لم تنفع. هذا هو كلام الملوك الذين اجتمعوا إلا أن الإنسان لو حفظ لسانه نجا وإذا تكلم هلك.
وأكد ذلك الأمام على بن أبى طالب -كرم الله وجهه- «بكثرة الصمت تكون الهيبة» وكذلك جاء الناس ليُعبروا عن ذلك بقولهم «إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب» هكذا فاضل الناس بين معدنين من المعادن النفيسة التي يحبها البشر.
واعتبروا الصمت والسكوت أفضل من الكلام، ولو أردت الكلام فعليك أن تفكر إذا كانت هناك مصلحة للكلام وإن لم تكن هناك مصلحة في الكلام لا تتكلم حتى لا تظهر عيوبك، واحفظ لسانك حتى لا يلدغك سم الكلام الخارج من فمك، فكما يقول الناس «سكت دهرًا ونطق كفرًا».
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية