القرارات التي أصدرها وزير التعليم الجديد بعد أيام من توليه المنصب لم تكن مستغربه لأننا تعودنا على ذلك منذ عقود.. كل وزير يأتي إلى المنصب يبدأ في الإعلان عن تجربة جديدة بمجرد الإعلان عن ترشيحه وقبل أن يؤدى اليمين أمام الرئيس حتى تحول طلابنا إلى حقل تجارب.
وإذا جاز لنا أن نسمى القرارات التي أصدرها الوزير الجديد بأنها تجربة فمن الطبيعي في هذه الحالة أن نقول أن التغيير الذي شهدناه في عهد الوزير الأسبق الدكتور طارق شوقي، كان نموذج وكانت تجربة يمكن أن نطلق عليها أفضل تجربة شهدتها وزارة التعليم على الإطلاق.
وهذا يعني أن الطلاب خضعوا لتجربة جديدة مدتها 5 سنوات و5 أشهر بدأت في أوائل 2017 واستمرت حتى أغسطس 2022 وأعقب ذلك فترة انتقالية قصيرة مع الدكتور رضا حجازي عادت فيها الأمور إلى ما كانت عليه قبل الدكتور طارق شوقي، ثم بدأنا تجربة جديدة مع بداية الشهر الماضي مع تولي الوزير الجديد محمد عبد اللطيف مهام منصبه.
وإذا جاز لنا أن نقارن بين التجربتين فإننا نستطيع أن نقول أن تجربة الدكتور طارق شوقي كانت تجربة فريدة من نوعها ومتميزة، والأهم أنها كانت واضحة المعالم ومتكاملة.. لم يذهب الرجل إلى اختراع العجلة وإنما بدأ من حيث انتهى الآخرون وربما ساعده على ذلك أنه صاحب خبرات وتجارب يشهد بها الجميع.. صحيح أن التجربة لم تكتمل إلا أننا حصدنا بعض ثمارها من خلال الطفرة التي حدثت لطلاب الصف الخامس والمستوى المذهل الذي وصلوا إليه.
لم يدرك الدكتور طارق شوقي أننا لسنا مؤهلين لهذه التجربة وأن بيننا وبينها أمدا بعيدا، وفي تصوري أن تطبيقها كان يجب أن يكون على مراحل فمثلا كان يمكن أن تشمل المرحلة الأولى مدارس المتفوقين والتجريبية ومعهم عدد من المدارس النموذجية.. لكن خرج الرجل من الوزارة وانتهت التجربة التي طالما أثارت اللغط والجدل على مدار عدة سنوات.
والآن أصبحنا أمام تجربة جديدة مختلفة.. صحيح أنها مازالت في أيامها الأولى لكن القرارات التي صدرت كفيلة بالحكم عليها.
التجربة من حيث الشكل جاءت متسارعة بصورة غير مسبوقة وكان الأولى بالوزير أن يتريث قليلا خاصة أنه من جيل الشباب ولا يمتلك خبرات وتجارب الدكتور طارق شوقي.. أما الطريقة فهي غريبة لم نعهدها من قبل.. فمثلا لم نسمع يوما عن قرارات فورية تصدر قبل أسابيع من العام الدراسي ليبدأ تطبيقها على الفور.. الأمر المعتاد هو أن تصدر القرارات مع منح مهلة كافية للتجربة والتقييم قبل التطبيق وهذا يحدث في كل بلاد العالم.. خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالتعليم.. لكن هذا لم يحدث.
أما المضمون وهو بيت القصيد سنتناوله في المقال القادم إن شاء الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية