مصطلح الفوضى الخلّاقة يعود إلى أدبيات الماسونية القديمة، حيث ورد ذكره في عدة مراجع تعود إلى تلك الحقبة. إلا أن المصطلح أعيد إحياؤه ليكتسب زخمًا جديدًا مع الهيمنة الأمريكية المتزايدة على المنطقة العربية، خاصة بعد الغزو الأمريكي للعراق.
حينها، صرحت وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك، كونداليزا رايس، بأهمية تطبيق هذا المفهوم لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط على أسس عرقية ودينية، بهدف حماية إسرائيل التي تُعتبر الحليف الأساسي للولايات المتحدة في المنطقة.
هذا التوجه يتماشى مع ما يطرحه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، الذي يستند إلى الفكر الديني الراديكالي بمختلف تفرعاته، من داعش إلى الجبهة الإسلامية وحتى الأكراد.
الهدف الأساسي وراء هذا المخطط هو تدمير الكيانات القائمة بالكامل – من البشر إلى البُنى التحتية – وحل الجيوش الوطنية، تمهيدًا لإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات صغيرة وهشة.
هذه الدويلات تنعدم فيها القدرة على مقاومة السيطرة الخارجية، مما يسهل استغلال مواردها وفتح أسواقها أمام المنتجات الغربية. أمثلة كثيرة تجسّد هذا السيناريو، بدءًا من العراق الذي شهد تفكيك دولته وحل جيشه الوطني، مرورًا بما يحدث في السودان من تقسيمات تستند إلى خطوط عرقية، وصولًا إلى ليبيا وسوريا، حيث لا تزال الفوضى مستمرة لتعيد تشكيل الخارطة بحسب المخطط المرسوم. ولا أحد يعلم أي دولة ستكون المحطة القادمة في هذا المسلسل.
الهيمنة الأمريكية تعمل على زعزعة الأمن وإثارة الصراعات في المنطقة بهدف تحقيق هذه الأهداف. ويُنفَّذ هذا المخطط بمشاركة عملاء محليين يرددون شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، في وقت تسخَّر فيه هذه الشعارات لتبرير مشاريع التفكيك والسيطرة.
لم نقصد أحداً