هناك أشخاص يتحدثون بعد أن يفوت الأوان، وليتهم لا يتحدثون على الإطلاق. هذا النوع من الأشخاص، بلا شك، ينتمي إلى أولئك الذين يعتقدون أن الثقة المكسورة يمكن ترميمها بسهولة بعد كل إخفاق وتأخر. لا يدركون أن الوقت كالسيف، إن لم تستغله بالشكل الصحيح سبقك وأطاح بفرصك. ومع ذلك، يستمرون في الفشل ويطلبون منا أن نتبعهم، متوهمين أنهم يمتلكون كنزًا لا يحتاج إلى السعي والجهد.
يتخيل هذا الشخص أن الكيان الذي يديره سيحصل على كل ما يطمح إليه دون أي خطوات جادة أو منافسة حقيقية، في وقت نشهد فيه كيانات أخرى مشابهة تعمل بلا كلل، تحفّز من فيها، وتخوض التحديات من أجل الوصول إلى القمة. إن تصرفاته تذكرنا بقصة قديمة كانت تُروى لنا في طفولتنا كحكاية قبل النوم؛ لكننا الآن نحكيها له عسى أن يصحو من غفوته.
في الحكاية يُقال إن لصًا اقتحم بيتًا كان صاحبه مستلقيًا بهدوء. عندما شعر صاحب البيت بوجود اللص، قال لنفسه: «سأنتظر حتى أقبض عليه متلبسًا». ولكنه، في أثناء الانتظار، استسلم للنوم. انتهى اللص من مهمته بسرقة كل ما طاله، وعندما استيقظ الرجل وجد بيته خاليًا من الأموال والمقتنيات الثمينة. فلم يجد أمامه سوى أن يلوم نفسه.
وهذا بالضبط هو حال هذا الشخص المتردد، الذي يعيش في وهم الانتصار أو الإنجاز دون أن يسعى فعليًا لتحقيقه، متجاهلًا أن العالم لا ينتظر أحدًا، وأن النجاح لا يأتي لمن يغرق في التردد.
لم نقصد أحدًا!!