على مدار التاريخ، كانت مصر ولا تزال قلب العروبة النابض، وحصن الإسلام المنيع، ورمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط. لطالما كانت القاهرة هي الفاعل الرئيسي في التوازنات الإقليمية، فلا تستقر المنطقة إلا باستقرارها، ولا تنهض إلا بنهوضها.
ولأنها القوة الحقيقية التي تحمي الأمن القومي العربي، ظلت على الدوام هدفًا للمؤامرات والمخططات التي تسعى إلى إضعافها.
لا يخفى على أحد أن هناك تحالفات خفية ومعلنة تسعى إلى تقويض الدور المصري في المنطقة. القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تدرك أن مصر إذا امتلكت كامل قوتها، فلن تسمح بتمرير مخططات التقسيم والتفتيت التي تستهدف العالم العربي.
ولهذا، نجد أن الضغوط السياسية والاقتصادية لا تتوقف، والمحاولات مستمرة لإشغالها في قضايا داخلية لإبعادها عن محيطها العربي والإسلامي.
إقليمياً، هناك أطراف تدرك أن مصر القوية تعني تراجع نفوذها، فتسعى إلى زعزعة استقرارها عبر حملات إعلامية مضللة، وتمويل جماعات تهدف إلى بث الفوضى. لكن رغم كل هذه المحاولات، تبقى مصر قادرة على تجاوز التحديات، كما فعلت عبر تاريخها الطويل.
التاريخ شاهد على أن كل من تآمر على مصر، كان مصيره الفشل، بينما بقيت مصر شامخة. من الهكسوس إلى التتار، ومن الصليبيين إلى الاستعمار الحديث، ظلت مصر الحصن الذي تحطم عليه كل المخططات. حاول الاستعمار البريطاني كسر إرادة المصريين، فاندلعت ثورة 1919. ثم جاءت 1952 لتؤكد أن المصريين لن يقبلوا بالوصاية الأجنبية. وفي 1973، قدم الجيش المصري درسًا للعالم في الإرادة والصمود، واستعاد أرضه وكرامته.
اليوم، تواجه مصر حربًا من نوع آخر، تعتمد على الضغوط الاقتصادية، والحروب الإعلامية، ومحاولات التأثير على وعي شعبها. لكن كما أفشلت مصر مخططات الماضي، ستفشل هذه المحاولات أيضًا، لأن إرادة المصريين أقوى من أي تحدٍ.
لا عجب أن تظل مصر محروسة بعناية الله، فقد ذكرها في القرآن الكريم في أكثر من موضع، قال تعالى: «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ» (يوسف: 99).
وقال سبحانه: «أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ، ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ» (المرسلات: 16-17)، وهو ما حدث مع كل الغزاة الذين مروا على أرضها، ذهبوا وبقيت مصر.
باختصار.. رغم كل المحاولات، ستظل مصر قائدة للعالم العربي، مدافعة عن قضايا أمتها، حامية للعروبة والإسلام. لن تنجح المؤامرات في إضعافها، لأنها محروسة بتاريخها، محمية بجيشها، ومؤيدة بشعبها. ستبقى مصر شامخة، لأنها ليست مجرد دولة، بل رسالة وحضارة باقية إلى الأبد.