على مرّ التاريخ، أثبت الصهاينة أنهم لا يلتزمون بأي عهد أو ميثاق، فهم دائماً ما يستخدمون الحيلة والخداع للوصول إلى أهدافهم، ثم ينقلبون حتى على أقرب حلفائهم.
منذ تأسيس الحركة الصهيونية، لم يكن ولاؤها إلا لمشروعها التوسعي، ولم تتردد في خيانة حتى من قدموا لها الدعم والمساندة.
لم تلتزم الحركة الصهيونية بأي اتفاق أبرمته، سواء مع الدول أو حتى مع القوى التي دعمتها. فمنذ وعد بلفور عام 1917، استمرت في التوسع على حساب الشعب الفلسطيني، غير مكترثة بأي التزامات سياسية أو قانونية.
كما أن اتفاقيات أوسلو، التي وقّعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل عام 1993، كانت مجرد خدعة استخدمها الصهاينة لكسب الوقت، بينما استمروا في بناء المستوطنات وتصفية القيادات الفلسطينية.
لم يقتصر غدر الصهاينة على أعدائهم، بل طال حتى حلفاءهم الذين قدموا لهم الدعم. ففي عام 1967، خلال حرب الأيام الستة، هاجمت إسرائيل السفينة الحربية الأمريكية «يو إس إس ليبرتي»، مما أسفر عن مقتل العشرات من الجنود الأمريكيين، رغم أن الولايات المتحدة كانت أكبر داعم لها.
لم تتردد إسرائيل في التجسس على أقرب حلفائها، حيث كشفت وثائق عديدة عن عمليات تجسس صهيونية على الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بل وحتى دول صديقة أخرى، مما يؤكد أن الغدر جزء من استراتيجيتهم الدائمة.
التاريخ مليء بأمثلة كثيرة على خيانة الصهاينة حتى لمن تعاونوا معهم. فكل من ظن أنه قادر على التفاهم معهم أو تقديم تنازلات من أجل السلام، انتهى به الأمر إما مقتولاً أو مغدوراً أو معزولاً سياسياً.
في لبنان، استخدمت إسرائيل جيش أنطوان لحد كأداة لتنفيذ مخططاتها، لكن بمجرد انتهاء دوره، تخلت عنه وتركته لمصيره المحتوم بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000.
في فلسطين، لم تتردد إسرائيل في تصفية العملاء الذين خدموها لفترات طويلة بمجرد انتهاء فائدتهم، خشية كشف أسرارهم.
في الأردن، ورغم اتفاقية وادي عربة، قامت إسرائيل بمحاولة اغتيال خالد مشعل على الأراضي الأردنية عام 1997، متجاهلة أي احترام للسيادة الأردنية أو للعلاقات الدبلوماسية.
استخدم الصهاينة الإعلام لتزييف الحقائق، فرغم أنهم المعتدون، سوقوا لأنفسهم كضحايا. كما استخدموا نفوذهم في الإعلام الغربي لتشويه صورة المقاومة الفلسطينية والترويج لأكاذيب حول «حقهم التاريخي» في فلسطين.
اعتمدت إسرائيل على الاغتيالات كوسيلة لتحقيق أهدافها، سواء ضد قادة المقاومة الفلسطينية أو حتى داخل صفوفها.
ومن أبرز عمليات الغدر، اغتيال الوسيط الأممي الكونت برنادوت عام 1948، لأنه اقترح حلاً عادلاً لـ القضية الفلسطينية.
باختصار.. تاريخ الصهاينة حافل بالغدر والخيانة، ليس فقط تجاه أعدائهم، بل حتى تجاه من ساندهم وتعامل معهم. فمن يتعاون معهم يصبح مجرد أداة، وحين تنتهي فائدته، يتم التخلص منه بدم بارد. وهذا يثبت أن من يثق بالصهاينة أو يراهن على وعودهم، مصيره الغدر لا محالة.