انتهجت الدولة المصرية سياسة التأثير للأفضل، فالعلاقات الخارجية المصرية تتسم بالتنوع والتفاعل مع مختلف الأطراف الدولية، وتشمل مجموعة واسعة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.
فمن صياغة معالم الخطاب إلي تنفيذ الاستراتيجية.. ومن تحديد الأهداف لتنويع القنوات.. ومن تطوير الرسائل إلى تقييم النتائج.. ومن تحليل الوقائع إلى تعزيز التأثير، ومن بناء العلاقات إلى توسيع الانتشار.
ومن تقدير الموارد إلى تحقيق الكفاءة، ومن توقع التحديات إلى إيجاد الحلول.. ومن زرع الأفكار إلى حصاد الثمار.. ومن إطلاق المبادرات إلى تتبع التقدم.. ومن تحديد الأولويات إلى إدارة الوقت، ومن تنمية القدرات إلى تحقيق التميز.. ومن رصد المستجدات إلى اقتناص الفرص.
فتلك هي عقيدة الدولة المصرية، الإخلاص في القول والعمل.. فتلك هي عقيدة الدولة المصرية لتعزيز التعاون الدولي والسيادة الوطنية والأمن القومي، فتلك هي عقيدة الدولة المصرية التخطيط والتطوير المستمر، فتلك هي عقيدة الدولة المصرية التنفيذ والمتابعة والاستمرارية.
ولعلنا تابعنا فاعليات زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية لروسيا ضمن مشاركه سيادته في احتفالات عيد النصر في العاصمة الروسية موسكو وبحسب بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن فخامة الرئيس ونظيره الروسي عقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث استهلها الرئيس بوتين بالإعراب عن تقديره لمشاركة السيد الرئيس في الاحتفال هذا العام، مما يعكس العلاقات الراسخة والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين.
من ناحيته، وجه السيد الرئيس التهنئة للرئيس الروسي والشعب الروسي بمناسبة عيد النصر، مشيدًا بعلاقات مصر الاستراتيجية مع روسيا، التي تستند إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة المبرمة بين البلدين عام 2018، معرباً سيادته عن التقدير للزخم الذي تشهده العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، بما في ذلك إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.
وأعرب الرئيسان عن تطلعهما الى نجاح اللجنة المشتركة بين البلدين خلال شهر مايو الجاري والتي سوف تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأشار السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، إلى أن الرئيسين اتفقا على أهمية السعي لزيادة أعداد السائحين الروس القادمين إلى مصر، والترويج في روسيا لمقاصد سياحية جديدة في مصر، كما تم التأكيد على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتعدين والزراعة والصناعة، بالإضافة إلى أهمية مواصلة التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، بما في ذلك تجمع بريكس.
وأضاف المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أعرب الرئيسان عن أهمية استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما في قطاع غزة، وضرورة تكثيف العمل على تفادي التصعيد الإقليمي.
وفي هذا السياق، استعرض السيد الرئيس الجهود المصرية المبذولة لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع لمواجهة الأزمة الإنسانية.
وشدد سيادته على أهمية التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو 1967، باعتباره الضمان الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
ومن جانبه، أعرب الرئيس بوتين عن تقديره الكبير للدور المصري في المنطقة، مشيرًا إلى الدعم الروسي الكامل للمساعي المصرية لاستعادة الهدوء وتحقيق الاستقرار الإقليمي ولخطة اعمار قطاع غزة التي اقرتها القمة العربية غير العادية التي استضافتها القاهرة في شهر مارس 2025.
وتناولت المباحثات أيضًا مستجدات الأوضاع في سوريا وليبيا والسودان، بالإضافة إلى الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث شدد السيد الرئيس على موقف مصر الذي يطالب بالتوصل إلى حلول دبلوماسية للأزمات الدولية بما يحفظ السلم والأمن الدوليين.
كما تبادل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم احاديث ودية مع عدد من قادة الدول المشاركة في احتفالات عيد النصر بالعاصمة الروسية موسكو، ومن ضمنهم الرئيس شي جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية حيث كان هناك ترحيب كبير من جانب الرئيسين بهذا اللقاء.
ومن فاعليات زيارة فخامة الرئيس لروسيا إلي فاعليات زيارة لليونان التي سابقتها بساعات، حيث التقى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس اليوناني كونستانتينوس تاسولاس ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس. وبحسب بيان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد تعزيز سبل التعاون في مجالات الطاقة والنقل والربط الكهربائي.
كما تناول اللقاء مستجدات القضايا الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في الشرق الأوسط وسوريا وليبيا.
حيث ذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن فخامة السيد الرئيس ورئيس الوزراء اليوناني ترأسا الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين مصر واليونان، حيث تم استعراض مسار التعاون الثنائي والموقف التنفيذي للمشاريع المشتركة في مختلف المجالات الجاري تنفيذها، وفي مقدمتها مشروع الربط الكهربائي بين البلدين الذي يعد بمثابة خطوة إستراتيجية هامة نحو تعزيز أمن الطاقة في المنطقة والاتحاد الأوروبي، باعتباره أول ربط مباشر للطاقة النظيفة القادمة من مصر إلى أوروبا عبر اليونان، كما تم بحث التعاون في مجالات التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، والهجرة النظامية واستقدام العمالة الموسمية.
وقد أكد السيد الرئيس خلال أعمال الاجتماع على أهمية مجلس التعاون كونه يمثل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية، ويعزز من التواصل والتنسيق الوثيق بين البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما يدعم المجلس التعاون الاقتصادي والتنموي الثنائي، وتبادل الخبرات، والتكامل في مجالات حيوية مثل النقل، البيئة، الأمن البحري، التعليم، الصناعات التحويلية والطاقة، وفي مجالي مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب، استنادا إلى التجربة المصرية الناجحة في هذين المجالين.
وجاءت كلمة فخامة الرئيس خلال المؤتمر الصحفي جامعة شاملة حيث عكست عمق العلاقات المصرية اليونانية وتأكيدًا على الشراكة الاستراتيجية بين البلدين. كما أشار فخامة الرئيس إلى الروابط التاريخية القوية بين الشعبين المصري واليوناني، والتي تشكل أساسًا قويًا للشراكة الاستراتيجية بين البلدين. وكذلك التعاون في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهاب استنادًا إلى التجربة المصرية الناجحة في هذين المجالين.
فمن أثينا وموسكو إلى القاهرة، جولات لفخامة الرئيس عكست جهود الدولة المصرية في مختلف القطاعات ولاسيما التعاون الدولي .. فتحيا مصر دائما وأبدا…تحيا الجمهورية الجديدة .
أستاذ التكنولوجيا الحيوية المساعد بعلوم القاهرة
abdelfattahemanalaaeldin@gmail.com