في نقاشي الأخير مع صديقي حنظلة، الذي يسكن أعماق نفسي ويتمسك بالمبادئ بقوة، طرح سؤالًا أثار التفكير: هل يجوز للرجال أن يغيروا آراءهم؟ أجبته بلا تردد: نعم، يجوز، لكن بشرط أن يكون الرجل عاقلًا يلائم نفسه مع التغيرات المحيطة، وليس أسيرًا للماضي أو فارغ الفكر.
فالزمن يتحرك بسرعة هائلة، ونحن في عصر الإنترنت الذي تُنقل فيه المعلومات أسرع مما نتصور. لذا، من الواجب دائمًا فحص المعلومات بدقة، واختيار ما ينفعنا وترك ما دون ذلك.
وأضفت قائلًا: العاقل لا ينتظر رضا الآخرين عنه ولا يتأثر بآرائهم. تذكّر يا حنظلة المثل الفرنسي الشهير: الحمير وحدها لا تغير آراءها. في الحقيقة، الضغوط التي تتعرض لها منطقتنا، والتي تمارسها أمريكا تحت ذريعة الإصلاح، بعيدة كل البعد عن الإصلاح الحقيقي. الهدف ليس تحسين الأحوال، بل إشعال الفتن وتقسيم المنطقة ليتعاملوا مع كل جزء بشكل منفرد.
لذلك علينا الآن تأجيل خلافاتنا والتركيز على الوقوف مع أي مقاومة تحمينا من الخوف الذي تسعى أمريكا لنشره في المنطقة.
يا صديقي حنظلة، ليس وقتنا الحالي مناسبًا للاختلافات. كل صاروخ يُطلق من اليمن يبدد شيئًا من المخاوف التي تثقل كاهل شعوب المنطقة وحكامها.