ستظل جائزة دبي للصحافة قيمه ورساله وإرث ثقافي.. مع تعدد الجوائز الصحفية الإعلامية وكثرة الجهات المانحة لها تظل جائزة دبي هي الأصل.. جائزه راسخه ترتبط بالجماعة الصحفية في العالم العربي ارتباطا وثيقا لا ينقطع.. تتميز الجائزة بالشفافية المطلقة في كل مرحله من مراحل الاختيار وينعكس ذلك على النتيجة التي دائما ما تكون مرضيه.
ومنذ أيام فاز صديق المبدع سليمان جودة بجائزة أفضل عمود صحفي في الصحافة العربية وهي جائزه ربما تأخرت عن موعدها.

عندما قابلت الكاتب الكبير سمير عطا الله في منتدى الرياض الدولي للإعلام العام الماضي تحدثنا عن صحافة الزمن الجميل وعن فرسان الكلمة في مصر الذين رحلوا عن عالمنا وكان من أبرز الأسماء التي توقفنا عندها أستاذي مصطفى شردي رحمة الله عليه الذي كان علامة مضيئة في تاريخ الصحافة المصرية وكذلك أستاذي الجليل جمال بدوي رحمة الله عليه الكاتب والمؤرخ الذي احتفظ بهيبة الكاتب وقدسية الكلمة حتى آخر يوم في حياته.. قلت للكاتب الكبير سمير عطا الله لم يتبقى سوى ثلاثة كتاب انت وغسان شربل وسليمان جودة.. أصغى إلى ما قلت وعقب على ذلك قائلا سليمان جوده كاتب موهوب وكان رئيس تحرير الوفد.. فقلت له نعم كان رئيس تحرير صحيفتنا الغراء.. اتفق معي سمير عطا الله على أن سليمان جوده من أبرز كتاب الأعمدة في الصحافة العربية.
تذكرت هذا اللقاء اليوم بعد فوز سليمان جودة بجائزة نادى دبي للصحافة.
بإبداع الكاتب ورشاقة الاسلوب وعمق المعنى وقوة الكلمة يطل سليمان جوده على قرائه في «المصري اليوم» و«الوفد» و«الشرق الأوسط» اللندنية وهي إطلاله لا تتوقف عند القراءة فقط وإنما تأخذ القارئ إلى آفاق بعيده يستمتع فيها بكل كلمة وكل سطر وكل مقال.
وإذا كانت جائزة نادى دبي واحدة من أبرز الجوائز الإعلامية على الساحة العربية فإنني أرى أن الرصيد الحقيقي للكاتب هو القارئ وان الجائزة تأتى كرصيد إضافي مكمل، وهذا ما تعلمته من الكاتب الكبير سمير عطا الله.. ففي منتدى الرياض للإعلام التقى عطا الله بوزيرين الأول قال له ان أبى كان يقرأ لك والثاني قال له ان ابنتي تقرأ لك.. هذا أفضل ما خرج به سمير عطا الله من المنتدى.. وهنا تكون جائزة الكاتب.. وسليمان جوده له جمهور كبير من القراء اعتبره بمثابة الجائزة الحقيقية، وأن جائزة دبي تأتى تتويجا لمسيرته المهنية.
ولما كان الإبداع في الصحافة لا يتوقف عند الكاتب والمحرر.. فإن الجائزة الدولية التي فاز بها الصديق المتألق دائما المهندس عمر بدر مدير عام تكنولوجيا المعلومات في «المصري اليوم» تؤكد أن الصحافة عمل متكامل وأن الجائزة لمن يبدع أيا كان موقعه.. تكتسب الجائزة التي فاز بها عمر بدر أهميتها من الجهة المانحة لها فهي مقدمه من مؤسسة IDC العالمية للتميز في القيادة التكنولوجية وهي تعد من أبرز الجوائز التي تمنح لقادة التكنولوجيا على المستويين الإقليمي والدولي.
وإذا كانت الجائزة قد جاءت تتويجا لخبره تزيد على 23 عاما وتقديرا لمسيره علميه تتمثل في الحصول على ماجستير في التخصص من جامعة النيل.. إلا أنها تأتى بمثابة اعتراف دولي بالمواهب المصرية.
إن فوز الكفاءات المصرية بالجوائز الدولية يؤكد أن لمصر الريادة دائما وأن قلبها مازال ينبض بالحياة.