بقلم – كمال عامر
عاشت بورسعيد فترة من التوتر مع حكومات متعاقبة بعد حادث الاعتداء على الرئيس الأسبق مبارك.
«حادث فردى وعقاب جماعى».. هذا هو إحساس بورسعيد تجاه أى قرار حكومى مهما كانت النتائج، ومع تجاهل زيارات الوزراء والوعود التى تلقاها أهلنا فى بورسعيد دون تنفيذ.. مشاهد مثلت ضغوطا أدت فى النهاية إلى تكريس الخصومة وتعميقها بين القاهرة بمن فيها وأهلنا فى بورسعيد، مع كل خطوة تنمية فى مصر بشكل عام كان نصيب بورسعيد منها التصريحات أكثر من التنفيذ.
تجسدت الخصومة وانعكست على سلوك اتحاد الكرة والإعلام فى التعاطى مع المصرى، ولاحظ أهلنا فى بورسعيد أن ظلم القاهرة والدولة مستمر، والدليل غياب العدل عن القرارات حتى فى مجال الكرة.
ظلم القاهرة بمن فيها ضد بورسعيد جسده تجريد وتمزيق النادى المصرى من كل عناصر القوة، وكان هناك من أراد لبورسعيد والمصرى كممثل وحيد لقوتها أن يركع ويستسلم.
بقرارات من الحكومة أو على الأقل بمباركة من ممثليها فى بورسعيد فى المديريات تم تمزيق المصرى بتخصيص أجزاء من استاده لهيئات أخرى فى الوقت الذى كان من الممكن تخصيص مساحات لتلك الهيئات بعيدا عن المصرى الذى تمت محاصرته فى ٣ غرف أسفل مدرج لتدخلهم التهوين ولا تعرف النور.
ومنذ عامين وانا أرصد إجابات عن سؤال: لماذا لا يثق البورسعيدية فى القرارات الرسمية وتصريحات الوزراء؟
وتأكدت أن هذا يرجع إلى الإهمال المتعمد لنصيب بورسعيد فى التنمية ما انعكس على عدم وجود وظائف أو فرص للعمل وإلغاء المدينة الحرة، وأيضاً كان من الأسباب ظلم النادى المصرى وعدم مساندته للتوسع أو التنفس بأرض جديدة حتى سرقوه وأمموه، وبإيمانى بالظلم الذى تعيشه بورسعيد وشبابها انحزت لبورسعيد بكل من فيها، كتبت ونشرت وحملت ملفات المشاكل لمكاتب المسئولين، وناشدت الرئيس السيسى بضرورة المساهمة فى حل مشاكل بورسعيد والمصرى.
كانت المشكلة محصورة فى غياب الثقة بين «المدينة الباسلة» والقاهرة بمن فيها، والتف البورسعيدية حول ضرورة أن تكون المبادرة من جانب الحكومة.
المهم أن الدولة كانت جاهزة بأجندة تنمية لبورسعيد، ناشدت الرئيس أن تعلن من بورسعيد وليس من خارجها وقد استجاب الرئيس، وبالفعل أطلق الخطة وأعلن عن تفاصيلها من أنفاق ومدن جديدة وميناء شرق التفريعة وثروة سمكية وطرق وكبارى تربط شرق بورسعيد بغربها.
وعود الرئيس لها مصداقية، وخطط التنمية تطبق وفقا لبرنامج زمنى، ودخلنا فى معركة أخرى وهى عودة الحقوق المسروقة للمصرى، وبعد معارك شرسة مع أطراف من داخل وخارج بورسعيد، وكانت شجاعة وقوة لواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وتفهم خالد عبدالعزيز وراء عودة الاستاد للمصرى، ونجح سمير حلبية رئيس المصرى فى إنشاء أول فرع اجتماعى للمصرى، ودخل الرئيس السيسى على الخط بقرار تخصيص ١٥٠ فدانا لإقامة استاد لبورسعيد.
الشارع فى بورسعيد بدأ يصدق ويقتنع أن السيسى يعمل على عودة بورسعيد لتحتل مكانة تليق بها وبتاريخها.
منذ خمسة عشر يوما وأنا فى بورسعيد لمتابعة ما تم من إنجازات على الأرض من مشروعات وتنمية وتغيير، وأيضاً احتفالا بافتتاح فرع النادى المصرى.
كوبرى النصر والمركز الثقافى العالمى واستمعت لأكبر كمية شائعات فى حياتى، قالوا لى «محلب حضر كمقدمة لزيارة السيسى، وزار الكوبرى والمركز الثقافى على المقاهى: الرئيس لن يحضر لزيارة الباسلة وهو غاضب ليه يا عّم لأن الكوبرى لم ينته وقد طلبت من م. حسن ناصف عضو مجلس إدارة المصرى أن أشاهد كوبرى النصر وحقق لى طلبى فى الثالثة فجرا وسط برودة غير مسبوقة شاهدت تفاصيل الكوبرى والمداخل والمخارج وعشوائيات الجنائن والترعة الحلوة».
وزادت الشائعات بأن السيسى غاضب من عادل الغضبان وأن المحافظ هيمشى، وفى اليوم التالى قبل زيارة الرئيس لبورسعيد ذهبت إلى المحافظة واستمعت إلى لواء أركان حرب عادل الغضبان بشأن دفتر أحوال بورسعيد واطمأننت على كل ما يدور فى الشارع البورسعيدى.
شائعات أبوالعربى على مقاهى بورسعيد لم تتوقف ضد المحافظ وأن الرئيس لن يحضر.
مع كل خطوات تجميل بورسعيد استعدادا للزيارة يزداد أبوالعربى فى شائعاته حتى بعد أن حدد المرور الشوارع المسموح بها السير للسيارات.
وحضر السيسى لبورسعيد -الأربعاء الماضى- ليجدد مرحلة جديدة من تاريخ الباسلة مع التنمية والإنجاز والعمل، وكشف عما تحقق على الأرض من تنمية لبورسعيد.
وحضر أيضا خالد عبدالعزيز لافتتاح الفرع الاجتماعى للنادى المصرى وسط ترحيب غير مسبوق.
الدولة أيقنت أن التنمية فى الباسلة لا تكتمل إلا بتنمية النادى المصرى حيث تأكدت أن بورسعيد تتنفس مصرى.
أنا شخصيا سعيد بعودة الثقة بين القاهرة وبورسعيد، وسعيد لأن هناك تصميما شخصيا من الرئيس على أن تصل الثقة والتنمية لكل المصريين.
عادل الغضبان محافظ بورسعيد نجح فى احتواء كل العقبات التى يصنعها له البعض، خدم بلده والدولة وما زال يعمل ليحقق خطط تنمية بورسعيد، ويقاوم الخطر الأكبر على البلد والتنمية، وهو أبوالعربى ملك الشائعات.