بقلم – محمود نفادي:
مع بدء العد التنازلى لإجراء انتخابات التجديد النصفى لنقابة الصحفيين فى شهر مارس المقبل، وترقب الجميع داخل الوسط الصحفى وخارجه، إلى ما يمكن أن تسفر عنه هذه الانتخابات من نتائج، فإن هناك العديد من الأسئلة المشروعة المتداولة الآن، ليس فى الوسط الصحفى فقط، بل أوساط الرأى العام المصرى، حيث إن هذه الانتخابات شأن مصرى وليست شأناً صحفيًا فقط.
ولعل فى مقدمة الأسئلة المشروعة: هل يستمر أصحاب التيار السياسى المسيطر على النقابة، والذي أدخلها فى صراعات سياسية وانزلق بها إلى حافة الهاوية بعد صدور الأحكام القضائية ضد النقيب والسكرتير العام وأحد الأعضاء بإدانتهم؟ هل يستمر على عناده ويخوض هذه الانتخابات باعتبارها حياة أو موتًا، أم يستمع لصوت العقل والحكمة ويبتعد عن الانتخابات؟
ومن بين الأسئلة المشروعة والمطروحة فى أوساط الرأى العام والصحفيين، هل يسعى هذا التيار السياسى إلى الدفع بالنقابة فى معركة سياسية مع مؤسسات الدولة، ويحاول حشد بعض المتعاطفين معه وقوى سياسية أخرى تستغل هذه المعركة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الصحفيين ومطالبهم المهنية والنقابية المشروعة، والتى ضاعت بسبب أحلام ومعارك وأوهام أصحاب التيار السياسى، الذين يخشون فقدان مقاعدهم؟
وهل يسعى هذا التيار لرفع شعارات ثورية عفا عليها الزمن لتصوير المعركة على غير حقيقتها، ألا وهى أن هناك مجموعات صحفية تسعى لإنقاذ النقابة وتصحيح المسار، فى مواجهة مجموعات أخرى تسعى إلى تسيس النقابة وتفتيت وحدة الصحفيين وإدخال النقابة فى أزمة جديدة مع مؤسسات الدولة هى فى غنى عنها؟
إن أصحاب التيار السياسى، الذين يستشعرون أنهم على بُعد خطوات من فقد المزايا والكراسى والمغانم، يخططون من أجل تحويل الأنظار بعيدًا عن الخسائر التى لحقت بجموع الصحفيين على مدار السنوات الماضية، والادعاء بأن الدولة تحاربهم، وأن كرامة الصحفى فى خطر، متسولين تعاطف البعض معهم، رغم قناعتهم بأن شعبيتهم النقابية قد تآكلت، ورصيدهم النقابى قد نفد لدى جموع الصحفيين..
فالمعركة الحقيقية لانتخابات نقابة الصحفيين هى بين تيار يسعى لرفع شعار «مهنية وليست سياسية، ومصر فوق الجميع، وتيار آخر يرفع شعار «سياسية وليست مهنية، والنقابة فوق مصر الجميع»، وكشف حسابهم خالٍ من أى مكاسب أو إنجازات تحققت لكبار وشباب الصحفيين وأصحاب المعاشات وغيرهم..
وهناك العديد من الأسئلة المشروعة لأصحاب التيار السياسى داخل النقابة حول تقاعسهم وتخاذلهم فى ملف أجور الصحفيين ومعالجة أزمات الصحافة القومية والصحف الحزبية، وتدهور وتراجع الخدمات المهنية، أسوة بالنقابات الأخرى التى تفوقت على نقابة الصحفيين، لأن أصحاب هذا التيار كان همهم الأول والأخير هو الانحياز للتيار السياسى الذى ينتمون إليه، وليس إلى نقابة الصحفيين.. فعلى أصحاب هذا التيار أن يراجعوا أنفسهم، ويعلنوا الاعتزال والابتعاد عن هذه المعركة النقابية، وكفى ما حققوه من مكاسب ومغانم، وأن يحافظوا على وحدة الصحفيين وكيان النقابة من التمزق والانقسام، وأن يقدّموا المثل والقدوة فى الحفاظ على وحدة الصحفيين وتماسكهم خلف نقابة مهنية موحّدة قوية..
فالمعركة الصحفية يجب أن تدور حول رؤى وأفكار ومشروعات وخدمات لمصلحة الصحفيين، وليس حول مشروعات سياسية وأحزاب فشلت فى تقديم نفسها للشارع المصرى، فتسعى لاختراق نقابة الصحفيين من خلال هذا التيار السياسى واستغلال الانتخابات لتحقيق مصالح حزبية، وزيادة الفجوة بين المجتمع المصرى ونقابة الصحفيين.. فصوت العقل والحكمة يدعو أصحاب هذا التيار لإعلاء مصلحة النقابة على مصالح أحزابهم السياسية ومصلحة المهنة على مصالحهم الشخصية وإن كان لهم رأى آخر فالصناديق الانتخابية تنتظرهم، وجموع الصحفيين سوف يدافعون عن نقابتهم برفع شعار المهنية وليس السياسية، والتمسك بالثوابت المصرية الوطنية، وما أكثر هؤلاء فى صفوف الصحفيين، ويا أهلا بالمعارك.