رشيد محمد رشيد دفع ٦٠٠ مليون جنيه للتصالح، وحسين سالم دفع أكثر من خمسة مليارات جنيه، وبطرس غالى يرغب فى دفع مليار بدلًا من ثلاثة مليارات، وحبيب العادلى متهم بجمع حوالى ١١ مليارًا، والمغربى وجرانة وإبراهيم سليمان وصفوت الشريف وزكريا عزمى والراحل جمال عبدالعزيز سكرتير مبارك وجمال مبارك اعترف بحسابه الموجود بسويسرا وأحمد عز وغيرهم وغيرهم نهبوها، والآن يتفاوضون وهم يضعون ساقًا فوق ساق. من سمح بهذا ولماذا لا يتوقف هذا العبث على الأقل لتهدئة الشارع؟. هؤلاء اللصوص كان يجب مصادرة أموالهم ووضعهم فى السجون بدلًا من إرهاق القضاء بألعابهم الخبيثة فى إخفاء أموالهم. محاكمة هؤلاء اللصوص بالقوانين التى وضعوها وقت أن كانوا هم واضعى القوانين وهم من ينفذونها على من يخرج عن سيطرتهم، يعتبر نوعًا من العبث. أظن أن قضايا الفساد الضخمة التى ضبطتها أجهزة الرقابة أخيرًا ما كانت لتحدث بعد ٢٥ يناير لو كنا تعاملنا بحزم مع مبارك ورجاله. لكن الفاسدين الجدد شاهدوا بأعينهم أن من سرق ونهب يجلس مع الدولة ليرد ويتنازل عن جزء مما سرقه ويحصل على صك الاستمتاع بباقى غنيمته. الفاسدون الذين ضبطوا مؤخرًا وجدوا لصوص مبارك قد عادوا إلى قصورهم وفى المساء لا مانع من الذهاب إلى الاستاد لمشاهدة مباراة كرة قدم، يعقبها تناولهم العشاء فى السيدة زينب أو تناول السمك فى شبرا، وربما هى فرصة لهم للتعرف على مصر التى نهبوها ولا يعرفونها، ولعل هذا كان حافزًا لبعض الفاسدين الجدد على فعل ما ضبطوا به.. أتصور أنه كان يجب أن ينقل التليفزيون المصرى كل جلسات التصالح على المال العام على الهواء. كان يجب أن نعرف ما يدور، لأن المال المنهوب الذى يتم التصالح عليه هو مال الشعب وللشعب حق معرفة ما سرق منه وكم يرد إليه. أو على الأقل نقل التحقيق معهم ليكون عقابًا لهم ونوعًا من الفضح والتجريس.
هدم المقاهى والقوة المفرطة
الحملة الضارية التى شنتها الدولة على المقاهى مبررة، لكن هناك عدة ملاحظات عليها. أولًا: هذه المقاهى تعمل تحت سمع وبصر موظفى الأحياء والمرافق، وهناك تفاهمات بين كل الأطراف جعلت المقاهى غير المرخصة تعمل ليلًا ونهارًا، كاشفة بما لا يدع مجالًا للشك عن فساد واضح لموظفى المحليات.. ثانيًا: الدولة كان يمكن أن تسمح للمقاهى المخالفة بتوفيق أوضاعها وتستفيد الدولة بدلًا من المرتشين. ثالثًا: هذه المقاهى وفرت فرص عمل لآلاف الشباب. رابعًا: وهو الأهم أين كانت قوة الدولة التى ظهرت بوضوح فى هدم المقاهى والتعامل بحزم، وهذا أمر جيد أين كانت هذه القوة فى التعامل مع مبارك وعائلته ورموز حكمه الذين نهبوا مصر؟ لماذا يتفاوض لصوص مبارك وهم فى موضع قوة؟ كل العنف الذى جرى مع أصحاب المقاهى كان بسبب قتيل واحد، فما بالنا بمن قتل شعبًا بالمرض والجوع والرشوة وتحطيم القيم والآن هو فى المستشفى وأولاده فى بيوتهم ينعمون بما سرقوه ورجاله يتفاوضون على رد بعض ما سرقوه طبقًا لشروطهم.. كلنا نأمل أن تستقر مصر وتتقدم، ولكى يحدث هذا لا بديل عن العدل ومحاسبة الكبار قبل الصغار. الكلام المنمق والجمل البليغة لن تجدى. إحساس الناس بالعدل وبالتغيير أول دعائم صمود هذا الوطن. نشر الأمل بين الناس يأتى بالفعل وليس بالكلام.
توبة إعلامية
حلمت الأسبوع الفائت بصدور بيان يتضمن ما يلى «نحن الموقعين أدناه قررنا ولظروف خاصة اعتزال العمل الإعلامى والعمل العام، والتفرغ لشئوننا الخاصة وللتكفير عن ذنوبنا ورحمة بالمصريين» إمضاء: تامر أمين، أحمد موسى، وائل الإبراشى، لميس الحديدى، يوسف الحسينى، خيرى رمضان. أمانى الخياط، مصطفى بكرى.. والله المستعان.