المجالس – وكالات:
قام الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بزيارة رسمية لكينيا، حيث كان فى استقباله بمطار جومو كينياتا كل من وزيرة الخارجية ووزير الزراعة الكينيين، وأعضاء السفارة المصرية وممثلون عن الجالية المصرية فى نيروبى.
وقد توجَّه الرئيس فى مستهل زيارته لنيروبي إلى ضريح الزعيم الكيني جومو كينياتا، مؤسس دولة كينيا وأول رئيس لها بعد الاستقلال، حيث كان فى استقباله رئيس البرلمان الكيني.
وقد وضع الرئيس إكليلًا من الزهور على قبر الزعيم الأفريقي؛ تخليدًا لذكراه، ثم توجَّه الرئيس والوفد المرافق إلى القصر الجمهوري، حيث كان في استقباله الرئيس الكيني أوهورو كينياتا. أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي واستعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين، وعُقدت جلسة مباحثات مشتركة. وعقب المباحثات عُقد مؤتمر صحفي مشترك.
وفيما يلي نص كلمة السيسي:
السيد الرئيس/ أوهورو كينياتا رئيس جمهورية كينيا الشقيقة:
السيدات والسادة
اسمحوا لي في البداية أن أعرب عن سعادتي بالتواجد في جمهورية كينيا الشقيقة، وأن أتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى أخي العزيز الرئيس أوهورو كينياتا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من جانب الشعب الكيني الذي تربطه بالشعب المصري علاقات وثيقة وممتدة.
أخي الرئيس كينياتا
إن مصر وكينيا يربطهما شريان واحد وهو نهر النيل، وتاريخ طويل من التعاون البنَّاء، وتتشاركان في “ذات” التطلعات والتوجهات، فالبلدان يسعيان لتحقيق التنمية والرخاء الاقتصادي لشعبيهما، اعتمادًا على إمكاناتهما الكبيرة وموقعهما الاستراتيجي، ونحن نؤمن بأن التعاون الاقتصادي بينهما سيكون عاملًا حاسمًا في تحقيق هذه الأهداف، وقد شهدت مباحثاتنا اليوم مناقشة سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين، بما يحقق المصالح المشتركة وتطلعات شعبينا الشقيقين.
في هذا الإطار أؤكد لكم أن مصر تُولي اهتمامًا خاصًّا لتعزيز حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وأودُّ في هذا السياق أن أرحِّب بالتعاون المتزايد بين القطاع الخاص في البلدين خلال السنوات الأخيرة، والزيارات المتبادلة بين مؤسسات رجال الأعمال لبحث المشاريع المختلفة، وآخِرها زيارة وفد من جمعيات الأعمال والمجالس التصديرية المصرية المتنوعة، للمشاركة في الاجتماع الأول لمجلس الأعمال المصرى الكينى فى نيروبى خلال الأيام الماضية، والذى تم خلاله الاتفاق على زيادة التبادل التجاري بين البلدين من خلال التعاون المشترك في عدة مجالات.
كما أودُّ أن أشير إلى اتفاق الحكومتين المصرية والكينية على اتخاذ “كافة” الإجراءات والخطوات اللازمة لتيسير وتحفيز التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع المشروعات المشتركة في القطاعات الاقتصادية المختلفة. كما أؤكد أن مصر لن تدّخر وسعًا في تطوير علاقتها الاستراتيجية مع كينيا في “كافة” المجالات، خاصة التنموية منها، من خلال تقديم دعمها الفني عبر الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والمبادرة المصرية لتنمية دول حوض النيل.
السيدات والسادة
إن مصر حريصة على التشاور المستمر مع الجانب الكيني لتعزيز الاستقرار وتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية بشكل عام، والتنسيق في مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقد استمعت، اليوم، من أخي الرئيس كينياتا لرؤيته حول تطورات الأوضاع في منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، حيث اتفقنا على أهمية تكثيف الجهود معًا والعمل على إعادة الاستقرار في هذا الجزء “الهام” من قارتنا الأفريقية، فضلًا عن دعم جهود التنمية في دول حوض النيل، لتحقيق أكبر استفادة من هذا الشريان الحيوي لجميع هذه الدول.
الإخوة والأخوات
يواجه البلدان الشقيقان العديد من المخاطر المشتركة، وفى مقدمتها الإرهاب والتهديد المستمر من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة. وقد أكدتُ لأخي الرئيس كينياتا خلال مباحثاتنا، اليوم، دعمنا الكامل للحكومة الكينية في مواجهتها لهذه الظاهرة البغيضة، وعزمنا على تعزيز التعاون والتنسيق لمواجهة تلك الآفة التي أضحت تهدد المجتمع الدولي برُمّته. وفي هذا الصدد أود أن أشير إلى ما يقوم به الأزهر الشريف من دور “هام” كمنارة للفكر الإسلامي المعتدل، وفي نشر الأفكار والتعاليم الدينية الصحيحة لمواجهة الأفكار الدينية المتطرفة، وتجفيف المنابع الفكرية للإرهاب والتطرف.
السيدات والسادة
وإذ أجدِّد شكري لأخي الرئيس كينياتا على حفاوة الاستقبال، أؤكد سعادتي الكبيرة مرة أخري بالتواجد في نيروبي والالتقاء به، وتطلعي لمزيد من التواصل معه مستقبلًا بما يعزز من التعاون بين البلدين على “كافة” المستويات، وأدعوه مجددًا لزيارة بلده الثاني مصر فى الوقت الذى يراه مناسبًا.
وشكرًا.