فى حياة الدول الكثير من الأسئلة مازالت مطروحة.. ومازالت تنتظر الإجابة الشافية.. رغم كل ما تم فى التحقيق فيها.. ومنها أسئلة فى التاريخ المصرى.. ومنها ما هو مطروح على الساحة الدولية.
فى التاريخ المصرى الحديث أسئلة مازالت تحير الناس. ولم تحصل على إجابات قاطعة مثلاً: إذا عرفنا من قتل السيرلى ستاك القائد الإنجليزى للجيش المصرى عام 1924 فإن السؤال مَن وقف وراء هذه الجريمة. أو لمصلحة من؟ هل القصر الملكى بعد اكتساح حزب الوفد لأول انتخابات تشريعية.. أم الإنجليز ليسقطوا الحزب الذى قاد الثورة ضدهم.. وبالفعل قدم سعد زغلول استقالة حكومته، أول حكومة شعبية.
ثم جريمة من أحرق القاهرة يوم 26 يناير 1952؟ وسألت فؤاد باشا سراج الدين وكان وقتها وزيراً للداخلية ـ فى آخر حكومة وفدية ـ أجاب: اسأل عن المستفيد من هذه الجريمة التى كان هدفها الأول إسقاط آخر حكومة شعبية وفدية برئاسة النحاس باشا.. وهل للملك فاروق دور فى هذه الجريمة.. أم الإنجليز بهدف إخماد الثورة الشعبية المسلحة التى كانت تطارد وتهاجم المعسكرات الإنجليزية.. أم الاثنان معاً.. وهل كان للإخوان المسلمين دورهم فى هذه الجريمة.. أم كان لتنظيم الضباط الأحرار دوره؟! وواضح أن الهدف هو: إسقاط حكومة الوفد فى يناير 1952 كما كان إسقاط حكومة الوفد الأولى عام 1924 هدفه معاقبة الشعب المصرى على ثورته عام 1919.
وسؤال: من قتل الملك فاروق فى منفاه فى إيطاليا عام 1965.. وهل هو إبراهيم بغدادى، رجل المخابرات المصرى وأحد الضباط الأحرار الذى كوفئ ـ بعد ذلك ـ بتعيينه محافظاً لأكثر من محافظة.. وهل تمت هذه الجريمة بمعرفة وموافقة الرئيس عبدالناصر رغم انه رفض إعدامه عقب تنازله عن العرش لابنه أحمد فؤاد الثانى فى 26 يوليو 1952.. فلماذا رفض إعدامه أيامها ثم ما قيل عن اغتيال الملك فاروق بعد 13 عاماً، بعد ذلك.
وكذلك السؤال الذى لم نصل إلى إجابة عنه، وهو: هل انتحر المشير عبدالحكيم عامر.. أم قتلوه.. أم «استنحروه»!! عام 1967.. رغم كل الوثائق المعروفة.
بل والسؤال: هل مات عبدالناصر نفسه بسبب مرض السكر أم القلب..، أم الإجهاد.. أم تم قتله ـ بالقتل البطىء ـ من خلال التدليك بمادة سامة عن طريق دكتور العلاج الطبيعى، الذى كان يقوم به أحد الأطباء.. وهل كان للروس دورهم من خلال وجوده عندهم فى المصحة المعروفة فى تساخلطوبو.
والسؤال: لماذا تم إعلان فوز الدكتور محمد مرسى ـ الإخوانى بمنصب رئيس الجمهورية رغم وجود دلائل قوية على أن الفائز هو الفريق أحمد شفيق.. ويرتبط بهذا السؤال.. سؤال آخر شديد الأهمية هو من الذى قتل المتظاهرين فى ثورة يناير 2011 وهل تم طمس كل المعلومات التى كانت تشير الى دور هام للإخوان المسلمين، فى هذه الجريمة.. تماما كما أنه ليس عندنا إجابة قاطعة عن سؤال: لماذا تم اغتيال الرئيس أنور السادات، هل هناك أيادٍ أجنبية وراء الجريمة وما كان التيار الإسلامى إلا وسيلة للتنفيذ!!
بل: هل كان الملك فاروق بهذا السوء الأخلاقى من شرب الخمر الى عشقه للنساء.. ولعبه للقمار.. وليس لدينا ما يؤكد ذلك.. بل لدينا ما يؤكد انه لم يكن كذلك؟!
حقاً إنها أسئلة مازالت تبحث عن إجابة.