على ما يبدو أن اسمهم على غير مسمى، فهم لم يعودوا إخواناً مسلمين، لكنهم فى الحقيقة إخوان مفسدون، أى مكان يصلون إليه يفسدونه إما بطمعهم أو غرورهم أو فسادهم أو الثلاثة معاً.
فكل ثورات الربيع العربى أفسدتها هذه الجماعة بحالة الغرور التى أصابت جميع أفرادها والطمع ومحاولة الاستحواذ على كل شىء ونسب كل ما قام به الشباب إلى أنفسهم وتصوير أنفسهم أنهم الأقوى بين القوى السياسية فى المنطقة العربية وتصدير هذه الصورة للغرب أيضاً.
فجماعة الإخوان صدقت أنظمة ما قبل ثورات الربيع العربى عندما كانت تضخم منهم واستخدمتهم فزاعة للقضاء على الديمقراطية وعلى الحريات وعلى الأحزاب السياسية مثلما استخدمت الأنظمة أحداث العنف فى الثمانينات والتسعينات لفرض حالة الطوارئ والقضاء على ما تبقى من حريات عامة.
فهذه الجماعة المفسدة كانت تقدم كل يوم خدمات جليلة للأنظمة السياسية للانفراد بالسلطة وتزوير الانتخابات.
وأفسدت الثورات التى انطلقت فى مصر وليبيا وسوريا واليمن وتونس عندما تعاونت مع أعدائها التاريخيين وهم الشيوعيون واليسار بكافة أشكاله، ودخلت فى تحالفات مريبة مثلما حدث فى تونس ومصر واليمن.
كما تحالفت مع الأمريكان ومع جماعات الإرهاب الأسود وتجار السلاح، كما حدث فى ليبيا وسوريا، تمت هذه التحالفات بدون خجل أو كسوف وبدون أى اعتبارات للشعارات التى رفعوها طوال السنين الماضية.
وعندما أرادوا الاستحواذ على السلطة بعد صعودهم إلى سدة الحكم فى مصر تم فك هذه التحالفات بسرعة والتنكر منها والتشهير بمن كان يعمل معهم.
وعلى النقيض عندما لم تأت بهم الانتخابات فى ليبيا رفضوا هذه النتائج وأعلنوا عدم الاعتراف بها ويحاولون تقسيم ليبيا ما بين غرب وشرق.
ولكن المصيبة الآن ما يقوم به الإخوان فى اليمن ممثلاً فى حزب الإصلاح فهؤلاء يتحالفون سرا مع الحوثيين والرئيس السابق على صالح ويدعون أنهم مع الشرعية فى نفس الوقت، ويسمون قياداتهم قادة المقاومة الشعبية وكل المناطق التى من المفروض أنهم يقودون المقاومة يخسرون أمام الحوثيين فى حين نجحت قوات المقاومة فى المناطق التى لا يوجد لهم فيها دور فى تحقيق انتصارات كبيرة وآخرها تحرير ميناء المخا الاستراتيجى.
وعندما اكتشف اليمنيون أن قادة المقاومة الإخوانية يعيشون عيشة الملوك فى تركيا وأنهم يتلاعبون بقضيتهم من أجل الاستحواذ على المناصب فى الحكومة اليمنية والسلطات المحلية فى المحافظات المحررة ثاروا ضدهم وأحسوا أن البساط يسحب من تحت أقدامهم.
كانت لعبتهم الوقيعة بين دول التحالف العربى وحاولوا الوقيعة بين السعودية والإمارات الشريك الأساسى فى التحالف وشنت صحفهم ومواقعهم وآلياتهم الإعلامية هجوماً شرساً على الإمارات واتهموها بأنها تعمل من أجل تقسيم اليمن وغيرها من الاتهامات الكاذبة التى روجوا لها حتى قناة الجزيرة تبنت هذه الحملة.
الحقيقة أن الإخوان لا يعرفون إلا مبدأ واحداً وهو «أنا ومن بعدى الطوفان» فهم لا يخجلون من عمل أى شىء يصل بهم إلى هدفهم حتى إن كان على حساب الدين والوطن، فسلطانهم أردوجان تحالف مع الكيان الصهيونى ولم يفتح أحد فى الإخوان أو حماس صوته.
فالإخوان هم من أفسدوا ثورات الربيع العربى والآن يعملون على إفساد مهمة التحالف العربى فى اليمن، وهم من يقدم الآن خدمات جليلة للأنظمة لانتهاك الحريات العامة وهم من يدعون أنهم أذكى تنظيم ولكن للأسف إنهم الأغبى فى العالم وعليهم أن يقفوا مع أنفسهم ويخرجوا من الحياة العامة، فهذا أحسن لهم وللجماعة.