مع بداية حكم مبارك صعد نجم كمال الشاذلى انتشرت القصص عن حجم الفساد الذى كان يمثله الشاذلى وتدخله فى تعيين كل الوظائف العليا بمقابل مادى ومنح الأراضى والتوكيلات لمن يدفع وتسعيرة محددة لمن يرغب فى دخول مجلس الشعب.
وكثر وقتها الحديث عن أن الشاذلى ليس أكثر من واجهة لمسئولين فاسدين وانتشرت الأخبار بين الناس عن حجم أمواله ومدى جبروته، ونفوذه وأغلبنا يتذكر ما كان يحكى عنه.
وبعد٢٥ يناير تولت جهات تحقيق الأمر وقرأنا تقارير رقابية تقول إن حجم ثروة ورثته تعدى ثلاثة آلاف وخمسمائة مليون جنيه.
الأسبوع الماضى قبض على ابن الشاذلى ولم يقبض على ابنه الآخر لتمتعه بالحصانة، وصدر قرار بالإفراج عن ابنه بعد التصالح ودفع ٣٢ مليون جنيه (ويا دار مادخلك شر)، ابن كمال الشاذلى عاد إلى بيته ومحمد السادات عاد إلى بيته وأحمد عز وغيرهم وغيرهم.
وباقى الشعب يروح بيته لكن مع تحمل فاتورة إصلاح ما خربه الفساد ومن لا يرضى بهذا ويطالب بفتح كل الملفات ومحاسبة كل فاسد فسيهاجمه موسى وبكرى وباقى الجوقة.
لحساب من تسير الأمور بهذه الطريقة؟ وهل مصر تتحمل الدخول فى نفق مظلم مرة أخرى؟ ومن العبقرى الذى يظن أن قدرة الناس على التحمل هى قدرة بلا حدود؟
الشهيد عبدالحميد طه
تابعت كغيرى خبر العثور على بقايا جثة لجندى استشهد فى حرب٦٧.ما استوقفنى أن الشهيد كان يحمل ٣٥ قرشا هى كل ما يملكه من حطام الدنيا ومع هذا ذهب للحرب فى اليمن لأن أمن مصر يتحقق هناك وبعدها ذهب إلى سيناء ليدافع عن بلده حتى استشهد. هذا البطل وغيره من الذين دفعوا حياتهم للدفاع عن مصر، هؤلاء الأبطال لم يمتلكوا فيلات فى الساحل الشمالى ولا فى منتجعات القاهرة الفخمة، لم يمتلكوا ولا حتى قيراطا فى قراهم.
لم يمتلكوا برامج وأصواتا عالية يتغنون فيها بحب مصر وبحب كل من يحكمها، لم يتلقوا تمويلات من الاتحاد الأوربى ولا من مؤسسات مجتمع مدنى فى أمريكا.
لم يتاجروا بالدين لتلقى أموال من الخليج ولم يحصلوا على قروض من البنوك ولا توكيلات، ولم تخصص لهم أراض للتربح والنهب.
كل ما امتلكوه هو حياتهم التى قدموها فداء لهذا البلد، ولم يتركوا إرثا غير أبناء فقراء يدفعون اليوم وغدا حياتهم لحماية مصر ولحماية أغنياء كل ما يفعلونه إقامة أفراحهم فى أوروبا و التصدق فى المناسبات الدينية ببعض جنيهات من المليارات التى نهبوها.
الوظيفة وليس الشخص
جريمة القتل التى راح ضحيتها مجند شاب على يد صاحب منصب مهم أثناء محاولته الدفاع عن خطيبته تبرز بعض سمات لبعض من يشغلون وظائف مهمة. فأغلب من يتولون مناصب لها سلطات واسعة أو لها حصانة يظنون أن هذه السلطات ممنوحة لشخصهم وليس لمنصبهم ويتوهم البعض أنه والمنصب ملتصقان إلى الأبد. ويظن بعض ضعاف النفوس من شاغلى هذه المناصب أن عبقريتهم وذكاءهم هما ما جلبا لهم هذه المكانة، وهو إحساس يدفع بعضهم للظن بأنهم أنصاف آلهة وأن الوطن لا يستقيم بدونهم، ومن هنا تأتى الكوارث. يجب أن تعقد دورات لكل من يشغل منصبا حساسا لإفهامه أن الصلاحيات والهيبة التى يقابل بها هى للمنصب وليس لشخصه وأن كرسى المنصب أشبه بكرسى القطار، هذا يغادر وذاك يجلس.
الغنائم والسبايا
شاهدت أحد رموز السلفية وهو يتحدث فى مقطع فيديو عن حكم المدن التى يغزوها المسلمون وكيف توزع الأسرى والسبايا على الفاتحين، وضرب مثلا بأن المدينة التى يقطنها نصف مليون وفتحها ١٠٠٠٠٠مسلم يصبح نصيب كل مسلم امرأتين ورجلين وطفلا.
وهنا أسال الشيخ ألم يبلغك أن من يقتلون ومن يؤسرون ومن تباع أطفالهم لمؤسسات الدعارة العالمية هم أبناء المسلمين الذين خربت بلادهم بأفكاركم وبعمالتكم؟ ثم كيف توزع الأسرى على المسلمين لمدينة فتحوها لو كان عدد النساء أكثر من الرجال أو العكس!!؟ الواقع أن ما يطرح من أفكار يجعلنى أشك أن هؤلاء المشايخ يؤدون دورا لإخراج الناس من الملة. وسؤال أخير للشيوخ من هذا النوع ماذا لو فتح الأعداء مدننا وطبق على نسائنا وأطفالنا ما ننادى بتطبيقه عليهم؟