سعادتى لا توصف بالمسلسل الرائع (لأعلى سعر)، والتى أرغمتنى على تعجل الكتابة عنه، وعدم استطاعتى الانتظار حتى الانتهاء من جميع حلقاته ليكون نقدى له موضوعيا، وأعترف بتحيزى الكامل لبطلى العمل الصديق العزيز وزميل طفولتى الفنان/ أحمد فهمى عازف الفيولينة المتألق الموهوب، والذى دخل مجال التمثيل من أعوام عدة، ولكن بعلمه وعمله واجتهاده ومثابرته استطاع أن يتصدر الشاشات ويتربع على عرش القلوب بخطوات هادئة وثابتة، لنراه هذا العام فى كامل النضج واللياقة الفنية.. أما البطلة الرائعة الباليرينا الجميلة صاحبة الوجه الملائكى نيللى كريم، والتى احتلت الصدارة منذ سنوات، وتصدرت موهبتها بشكل غير مسبوق فى الدراما العربية بمسلسلاتها «ذات» و«سجن النسا» و«تحت السيطرة».. فهى بإمكانياتها تستطيع أن تنتشلنا من حياتنا الطبيعية التى نحياها لنعيش معها فيما تشخصه لنا، نحزن لحزنها ونضحك لضحكتها، وترتعد أجسادنا مع رعشة يديها.. وقد أصبحت صاحبة رسالة حقيقية فلا تنساق للأعمال الهابطة أو السيناريوهات الركيكة التى ابتلينا بها، والتى يحقق أبطالها أعلى الأجور.. استطاعت نيللى فى هذا المسلسل استعادة ما فقدته من جمهور العام الماضى بعد المسلسل الكئيب «سقوط حر»، والذى لم أستطع مشاهدته مكتفية بالبرومو من قسوة المشاهد، رغم حبى لها، ولكن عدنا لمشاهدة نيللى وما أحلى الرجوع إليها.. فكرة المسلسل رائعة وهادفة، ولا تخلو عائلة من طرف من أطراف حكاياته، فهو ممتلئ بالتوعية والتحذير للأزواج والزوجات، إلى جانب أحداثه الشيقة وإيقاعه السريع، والذى يجعلنا ننتظر الحلقات الجديدة بشغف كل يوم.. أما الشركة المنتجة «العدل جروب» فأصبحت علامة الجودة للأعمال الفنية، والتى تضمن العمل الجيد والهادف.. أثبتت عائلة العدل أن هناك جينات موروثة فى التكوين، أو ربما طريقة للتربية تصنع الفنان الحقيقى، وهو ما يميز هذه العائلة الفنية الوطنية، والتى أخذت على عاتقها حماية الفن المصرى الأصيل بالكلمة الراقية الفياضة، وبالمشاعر والأحاسيس، سواء فى الحوارات أو كلمات الأغانى أو الإخراج الواعى بالعين الثاقبة لرؤية جماليات بلدنا، إلى جانب الإنتاج السخى الذى لا يبخل على الصناعة حتى يخرج للمشاهدين أجمل صورة، فأعمال شركة «العدل جروب» مدرسة ثقافية واعية، تعالج مشكلات المجتمع، وتعمل على رأب الصدع، وهى عائلة عاشقة لتراب هذا الوطن بإيجابية وعمل، أما در التاج فى هذه العائلة فهو الفنان والشاعر والكاتب المبدع والمثقف الدكتور مدحت العدل، ابن البلد بحواريها وشوارعها ابن كل أسرة مصرية، والذى يعبر بمفرداته عما بداخلنا ولا نستطيع التعبير عنه، ببساطة وسلاسة يحسد عليها، حتى أصبح اسمه كمؤلف على تتر أى مسلسل كفيلا بإجبارنا على مشاهدته، وضامنا لثرائه وإبداعه ولمسه للقلب، كذلك كتابته لكلمات الأغانى التى تعبر عما يريده برؤية وروعة وإبداع.. فمن أهم عوامل نجاح هذا العمل الذى كتبه الدكتور مدحت العدل، أغنية التتر الرائعة التى كتبها أيضا وهى «ملعون أبو الناس العزاز»، والتى غنتها الفنانة الجميلة نوال الزغبى بصوتها المعبر الحساس، وهى تشدو مع اللحن الرائع للملحن الموهوب والمتميز عمرو مصطفى، والتى تقول كلماتها التى تختزل أحداث المسلسل: «الكل عاش من غيرى.. الكل سابنى ومشى.. حتى إللى كل من خيرى..لا يخجل ولا يختشى.. الغريب لقيته حن.. والقريب شيطان وجن.. حاجه تهبل أو تجن.. والمشاعر من إزاز.. ملعون أبو الناس العزاز.. إللى لما احتجنا ليهم طلعوا أندال بامتياز.. أغلى غالى متشوفوش إلا لو محتاج إليك.. يرجع يبيعك بالقروش للعدو قصاد عينيك.. من خيانته فين تروح قلبك أنت نزيف وروح.. قلبه ده مجرد جهاز.. ملعون أبو الناس العزاز.. إللى لما احتجنا ليهم طلعوا أندال بامتياز.. الزمان ده كله عايب مش حقيقى ولا أصيل.. كل شىء مباح وسايب حتى حمد الله قليل.. زيف وكدب وشوق رخيص والعزيز مهوش عزيز.. والنفوس بدولار وجاز.. مَلْعُون أَبُو الناس العزاز.. إللَى لَمّا احتجنا ليهم.. طلعو أندال بامتياز».. من منا لم تمر عليه لحظات الخذلان من أحبة أو أهل أو أصدقاء!! من منا لم يصدم فى البعض!! لتفضيلهم مصلحتهم الشخصية على العشرة واقتسام الزاد والأيام بحلوها ومرها وذلك مقابل ماديات زائلة!!.. هذا العمل الرائع يحرك مشاعرنا ويوقظ عقولنا وضمائرنا.. ولا يفوتنى تهنئة الفنانة زينة التى نضجت فى هذا العمل بتجسيدها الرائع لدور الصديقة الحقودة والخائنة.. وتهنئة جميع المشاركين فى العمل، فالجميع أجاد وأبدع وعلى رأسهم الفنانة سلوى محمد على، وعبقرى التمثيل الفنان العملاق نبيل الحلفاوى، فى دور رائع لفنان مثقف لا يعرف إلا الإجادة والتميز دائما.. أنتظر بشوق باقى أحداث المسلسل ومفاجآته، والمزيد من الاستمتاع لأكتب عنه نقدا شاملا على العمل بعد تمامه.. فى انتظار مزيد من التألق والإبداع وبخاصة للزملاء الأعزاء أبناء أكاديمية الفنون العريقة.