عشنا ومازلنا نعيش فى مولد الإنتخابات للأندية والاتحادات، التى لم نَرَ مثيلها فى مصر من قبل، وربما لا نعيش حتى نرى مثل هذه الهوجة والهيصة التى تشغل معظم المهتمين بالأندية والاتحادات، وأكيد الجماهير فى الأندية الشعبية. باقٍ أندية قليلة واتحادات تُعدُّ على أصابع اليد الواحدة وينتهى المولد يوم 30 نوفمبر.
ولم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تنتهى هذه الهوجة دون مشاكل واضطرابات تُفسدها، وأنا كنت من المتوقعين ألا تَكمُل هذه الانتخابات، ولكن بات من الواضح أننا أصبحنا شعباً مستسلماً لقرارات أُولى الأمر، ومهما كُنا رافضين من داخلنا فإننا نرضخ فى النهاية لما يُملَى علينا.
طبعاً لوائح الأندية والاتحادات أصبحت «سمك، لبن، تمر هندى»، كل اتحاد أو نادٍ فعل ما يحلو له فى لائحته، ولا نجد لائحة مماثلة للأخرى، اللهم إلا فى الأندية التى خضعت للائحة الاسترشادية التى خرجت بها اللجنة الأوليمبية علينا.
المهم نجح من نجح، وكثيرون لم يُوَفَّقُوا، «هاردلك» لكل من خرج من السباق وقلبى مع من فازوا، واجتهادهم يجب أن يكون مُضاعفاً، خاصة فى مجالس إدارات الأندية، ولاسيما أن نوعية الأعضاء اختلفت كثيراً عن الماضى.
وأصبح أولياء الأمور يريدون أن يتدخلوا فى كل صغيرة وكبيرة، خاصة ما له علاقة بأبنائهم الرياضيين. فالجميع يرى أن ابنه هو ميسى أو نيمار لعبته، والغريب أنك أحياناً تجد أولياء الأمور فى الألعاب الرقمية مثل السباحة وألعاب القوى ليسوا مقتنعين بترتيب أبنائهم، ويضغطون لكى يكون أبناؤهم فى مراكز متقدمة.
فهم- للأسف- يعتقدون أنهم شركاء فى تدريب أبنائهم، وحِرصهم على حضور التدريبات والمباريات يجعلهم أحياناً كثيرة وسيلة ضغط على المدربين، ويجب أن تعى مجالس الإدارات الجديدة أن سعى أولياء الأمور إلى تدريبات خاصة مدفوعة الأجر مع مدربين من نفس النادى شىء خطير وآفة يجب التخلص منها. بلاشك هناك مفاجآت فى أندية كثيرة، وأيضاً فى الاتحادات، ولكن لا توجد خسائر، ومعظم الانتخابات جرت فى جو هادئ وديمقراطى، ولم أسمع حتى الآن عن شكاوى أو قضايا.
ظاهرة حضور أكثر من 43 ألف عضو فى انتخابات نادى الزمالك يجب دراستها، لأنها شىء فوق المتوقع، خاصة مع عدم وجود غرامات لمن لا يحضر. باقى واحدة من أهم انتخابات الأندية، وهى انتخابات النادى الأهلى، والجميع يترقبها، وماذا سوف يحدث فيها، الكثيرون يتوقعون ألا يكون هناك مفاجآت، ولكن التجارب علَّمتنا أن النتيجة لا تُعرف إلا حين تُفتح الصناديق، وتُعلن النتائج.
بصفتى «إسكندرانى» أُهنى جميع رؤساء وأعضاء مجالس إدارات أندية الإسكندرية، وطبيعى لن أستطيع أن أذكر أسماءهم جميعاً، أكتفى بأسماء رؤساء الأندية الأكثر عضوية، تهنئة إلى السفير محمد عقل، والمهندس فرج عامر، والدكتور أحمد وردة، واللواء عصام، والمهندس طارق السيد، والأستاذ إبراهيم السمرة، وأيضاً تهانينا إلى الإسكندرانية الذين فازوا برئاسة وعضوية مجالس إدارة الاتحادات، وأيضاً أكتفى بأسماء الرؤساء، المهندس هشام حطب (الفروسية)، والأستاذ إيهاب أمين (الجمباز)، والكابتن سامح الشاذلى (الغوص والإنقاذ).
تمنياتى القلبية لهم جميعاً بالنجاح، وأرجو ألا أكون قد نسيت أياً من الفائزين.