لم يعد خافيا على أحد أن إصرار مصر بعد 30 يونيو 2013 على انتهاج الطريق الصعب لاستعادة الأمن والأمان وإعادة إطلاق مسيرة التنمية والإصلاح الاقتصادى يتعرض لمقاومة شرسة من عيمج القوى المتحالفة ضد مصر تحت رايات الشر والكراهية والتى مازالت تحلم بإطفاء مشاعل التنوير سعيا إلى الحرية السياسية داخل عباءة الهوية الوطنية المصرية الخالصة والتى كانت بمنزلة العنوان الأبرز ليوم 30 يونيو.
وإذا كان سلاح الإرهاب الأسود قد أصيب بالعطب التام أمام بسالة قواتنا المسلحة فى سيناء وأجهزة الأمن على طول وعرض الوادى فإن الأشرار والكارهين يحاولون الآن النفاذ إلى الوعى الجمعى للمصريين من خلال السعى لنقل المعركة من صدام بالمدافع والذخائر إلى تراشق بالأكاذيب والشائعات سعيا إلى خلخلة الجبهة الداخلية .
وهنا تجىء مسئولية أصحاب الكلمة والرأى المنتمين لتراب هذا الوطن فى سرعة الانتقال من خنادق الدفاع والرد علي التخرصات والافتراءات الكذوبة إلى ميادين الهجوم والمبادأة بأسلحة الحقيقة التى تنعش الآمال والأحلام العريضة لشعب يستحق حاضرا طيبا وغدا أفضل بعد أن أثبت وعيا وصمودا فى وجه أشرس حرب نفسية شنتها ضده قوى الشر والكراهية.
وإذا كنا نواجه بالفعل مصاعب اقتصادية واجتماعية قابلة للاستمرار معنا لفترة أخرى فإن علينا أن نكون على يقين أن هذه المصاعب ــ مهما تعاظمت ومهما اشتدت ــ فإنها مصاعب موقوتة المدى ولن يطول أمدها وإنما على العكس سيعقبها الخير والفرج بمشيئة الله وبما يؤكد صحة الحكمة القائلة: “اشتدى اشتدى أزمة تنفرجى”!
لقد كان الإصلاح الاقتصادى الذى ذهب إليه الرئيس السيسى بكل جرأة وبكل شجاعة سيحدث يوما من الأيام ولكن هل كان بإمكاننا تأجيل موعد الذهاب إليه بأكثر من ذلك.. تلك شهادة سوف يكتبها التاريخ يوما ..وأظن أنها سوف تكون شهادة لصالح السيسى!.