على مدار سنوات عملي الصحفي الممتدة، كان البعض يستنجد بي لنشر خبر غياب بناتهم، ويحثوني على الوقوف معهم حتى يهتم الأمن وتصبح القضية مثار اهتمام الرأي العام!
وكنت برد على هذا الأب المكلوب أو هذه الأم المنهارة، بكلمات مشاطرة وأطلب منهم الهدوء وعدم الشوشرة، لأن البنت في سن خطر وممكن تكون راحت لصاحبتها، ولا داعي أن نخبر أحد بأنها غائبة، تجنبا للشوشرة وحرصا على سمعة البنت.
وبعدها بعدة أيام قليلة، يتصل بي الأب، ويشكرني على النصيحة وأن الحمد لله ربنا سترها عليه وعلى بنته.
يا جماعة الخير «مفيش بنات بتتخطف ولا ستات بتغيب»!! فيه بنت حد ضحك عليها وشجعها على الهروب له، وزوجة حد لعب برأسها واستغل ظروفها، وشجعها على ترك منزل الزوجية لأحضانه!
وهناك بنات يشجعن بعضهن على السفر للعمل أو حتى التنزه كام يوم!!
وطبعا كلهن ضحايا التربية والعنف الأسري والإهمال والإغواء وعدم الاحتواء.
ياريت نقرب من بناتنا ونسمع لهن وتكون الأم صديقة وناصحة لبنتها ولا تعنفها.
النت والفيسبوك أصبح خطر على البنات، بالشات والكلام المعسول والسن الخطر، وعلى كل أسرة متابعة بناتها بحب وجدية وبلا عنف أو غضب
وطبعا في مجرمين بيخطفوا أطفال للانتقام من أباءهم، أو طلب فدية، لكن مفيش خطف لبنات في سن المراهقة، حتى التعدي على المراهقات، جريمة وتتم بلا خطف وقد تنتهي الواقعة بالقتل، ودى جرائم تحدث، والشرطة لا تدخر جهد في كشفها والقبض على مرتكبيها، حتى خطف الأطفال يتم كشف الوقائع أولا بأول.
الجريمة حاجة وموضوع غياب المراهقات وحتى الزوجات، بالرضا والمزاج، حاجة تانية خالص.. والعنف والعاطفة والغواية من أسبابه.
أتذكر ويتذكر الجميع خروج بعض القرى لقطع الطريق ومطالبة الأمن بعودة الفتاة أو الزوجة الغائبة، ثم تنكشف القصة وأن الغائبة كانت هاربة، ونجح رجال الأمن في إعادتها ولا أحد بعد عودة البنت أو الست، يتحدث عن تفاصيل، الجميع يقول الحمد لله «حصل خير» ونحن نسكت حتى لا نسئ لأحد، ولا نتابع القصة حتى لا ننكأ جرحا ونكشف عارا !!
ليتنا نفهم طبيعة سن المراهقة والست الطائشة، ولا نتزيد على المجتمع ولا نروج شائعات بهدف تخويف الناس.
أمن مصر قوى وقادر ومحاولات النيل من أمننا لن تتوقف، طالما هناك متربصين بنا، فهل نستوعب الدرس؟؟
ربنا يسترها على فلذات أكبادنا، ويا مسهل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية