مؤكد أن عودة مجلس الشيوخ بعد غياب 7 سنوات تمثل إثراء للحياة السياسية ومزيدا من المشاركة المجتمعية في صناعة القرار، خاصة أن المجلس يضم في عضويته نخبة من أصحاب الفكر والرأي وعلماء في شتي المجالات والتخصصات، بما يسهم في تطوير السياسة العامة للدولة.
ولعل اختصاص المجلس بدراسة واقتراح ما يراه من قوانين تساهم في ترسيخ السلام الاجتماعي والتنمية الاقتصادية إضافة إلى كل ما يتعلق بحقوق السيادة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية، وكذلك بعض التعديلات التي يمكن أن تطرأ على مواد الدستور وغيرها من القضايا التي تواجه الأمة المصرية في هذا التوقيت وفي ظل ارتفاع وتيرة الصراع الإقليمي والدولي بمنطقة الشرق الأوسط، وتكشف حقائق كثيرة لأول مرة وارتباطه بمصر.. يؤكد أن مجلس الشيوخ في انتظار عشرات الملفات والقضايا الهامة التي تحتاج إلى دراسة ومواجهة وحلول تحمي هذه الأمة.
وليس من شك أن قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي بتعيين مائة شخصية في هذا المجلس هو تكليف وتشريف لهم بالمساهمة في كل قضايا المجتمع مع زملائهم المنتخبين، وتقديم خلاصة خبراتهم العلمية والعملية من أجل نهضة هذه الأمة.
وباعتباري عضوًا من بين هذه الشخصيات التى شرفت بقرار السيد الرئيس، فإنني منذ الوهلة الأولي قد شعرت أن المسئولية أصبحت مضاعفة تجاه وطن قدر له أن يكون منذ حقب طويلة مطمعا للغزاة والمستعمرين والطامعين، وأنه عاني كثيرًا وقدم الغالي والنفيس في سبيل حريته واستقلاله والحفاظ على مقدراته وثرواته، وعندما أيقنت الدول العظمي أن مصر باتت عصية على الاحتلال والاستعمار، كان البديل هو ضربها من الداخل من خلال زرع نبت شيطاني بداخلها عام 1928 بهدف زعزعة وضرب استقرارها بشكل مستمر، وتعطيلها عن الانطلاق نحو التنمية والتحضر وتكرار مشروع النهضة الذي حققه محمد على وأزعج الجميع قبل قرنين.
ومع أن هذا النبت الشيطاني قد تحطم تحت أقدام الشعب المصري في الثلاثين من يونيو عام 2013، إلا أن فلوله الهاربة بالخارج مازالت تستعدي الشعب المصري وقيادته، وتحرض ضد هذا الوطن ومؤسساته ولم تكن رسائل هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مع الإخوان وقطر إلا إحدي حلقات المؤامرة على مصر وشعبها.
ومع أن الحرب النفسية عميقة الجذور وأحد الأسلحة التي يجيدها العالم المتقدم تكنولوجيا بهدف تحطيم الدول التي يمكن أن تنهض أو تنافسها، وهو أمر بات ملحوظًا في الفترة الأخيرة مع كل تقدم تحرزه مصر على المستوى الاقتصادي، أو العسكرى، ونفاجأ بالحملات من وسائل الإعلام الأجبنية والسوشيال ميديا التي تطورت أدواتها في الفترة الأخيرة وباتت تمثل حربا نفسية على الشعب المصري بهدف تحطيم معنوياته وطمس الحقائق وبث الشائعات بهدف جذب انتباه المواطن إلى قضايا هامشية أو غير موجودة بعيدًا عن كل الانجازات التي تحققت على أرض الواقع فى كل ربوع مصر وتمثل مشروع نهضة حقيقيا لهذا الوطن.
وهو أمر يدعونا جميعًا إلى ضرورة مراجعات حقيقية بكل ما يتصل بالصحافة والإعلام وأيضًا التعليم والثقافة والفنون باعتبارها أهم أدوات نشر وترسيخ الوعى في المجتمع.
ومن المؤكد أننا نمتلك العقول والخبرات والكفاءات في هذه القطاعات التي سبق وشكلت أحد مكونات القوة الناعمة لمصر، كما شكلت هوية هذا الشعب، وكان لها التأثير البالغ فى المحيط العربى والإفريقى.
وفي اعتقادي أن قضية نشر وترسيخ الوعى في المجتمع من القضايا التي يجب أن تحوز اهتمام مجلس الشيوخ في بداية جلساته، وأن تعد لها من الآن أمانة المجلس برئاسة المستشار محمود إسماعيل الذي بدأ منذ اللحظة الأولي لانعقاد الجلسة الإجرائية شعلة في النشاط والانضباط، الأمر الذي أدي إلى خروج الجلسة الافتتاحية في صورة تليق بمصر وبعراقة هذا المجلس.. حفظ الله مصر.
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية