ظل المشهد السياسي في إثيوبيا طوال السنوات السابقة ثابتا لا يتغير تقريبا، فهي تبني في سد تدعي أنه سد النهضة و أنه قاطرة التنمية في إثيوبيا و تتفاوض مع مصر والسودان إستهلاكا للوقت. والنية الإثيوبية السيئة الخبيثة حاضرة ضد الدولتين وتتعالي عليهما. وكأنها تقول فليذهب الشعبين إلى الجحيم، وسنبيع مياه لمن يشتري.
واستمر هذا الحال ما يقارب العشر سنوات فشلت فيها كل أنواع المفاوضات والوساطات الدولية و الإفريقية. و أنكرت كل الوثائق والمعاهدات التاريخية والحديثة .
الآن وصلت إثيوبيا إلى بداية الحرب الأهلية بين الجيش الاتحادي الإثيوبي بقيادة آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا الحاصل علي جائزة نوبل للسلام. و قوات أقليم التيجراي والتي تعتبرها كل مراكز الأبحاث السياسية أقوي تسليحا و تدريبا من الجيش الإثيوبي الاتحادي.
وبدأت معها حركة نزوح للمهاجرين الإثيوبيين بالآلاف إلى داخل حدود السودان وسقوط القتلي بين كلا الجيشين الإثيوبي و الاتحادي التيجراي. ومنذ بداية هذه الحرب الأهلية دخلت أريتريا أتون الحرب مناصرة لآبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي مما دفع قوات التيجراي لقصف مطار تنطلق منه الطائرات الإثيوبية بأرتيريا.
ووسط هذه الأحداث المتسارعة تعلن مصر و السودان بدء مناورات عسكرية كبيرة بينهما تحت اسم نسور النيل و تضم القوات الجوية المصرية و القوات الخاصة أيضا. و تتخذ من قاعدة مروي بداية الانطلاق وهكذا أصبحت القوات المسلحة المصرية تدافع عن حدود السودان مع الأشقاء في السودان. و أصبحت القوات الجوية المصرية علي بعد دقائق من السد الإثيوبي الذي أصبح الخطر الأكبر على حياة مصر والسودان .
بالطبع لن يغيب الوكلاء عن الحضور لهذه الحرب الأهلية فقد بدأت الاتصالات بين تركيا و إثيوبيا يعرض فيها أردوغان مساعدة القوات الاتحادية الإثيوبية. كما اتهم المتحدث الرسمي لقوات التيجراي الإمارات بمساعدة القوات الاتحادية بالطائرات المسيرة ضدهم. وهو ما يعني أن الأمور تتصاعد و قد يؤدي ذلك لإعلان أقاليم أخري إثيوبية مناصرة أي من الطرفين. ولازالت المحاولات الإفريقية لحل الصراع في خطواتها الأولى. وتبدو متعثرة كالعادة كما أن آبي أحمد لازال متمسكا بالحل العسكري والتمسك بالسلطة والتي تقول سلطات إقليم التيجراي أنها انتهت منذ عام حيث كان يجب إجراء الإنتخابات في إثيوبيا .
بناءا علي الأحداث الجارية وفي ظل انشغال أمريكا الدولة العظمي بانتخاباتها والصراع الانتخابي بين الرئيس الحالي ترامب و القادم جو بايدن، باتت كل السيناريوهات مفتوحة فقد تطول الحرب الأهلية و يزيد الصراع بتدخل الأطراف الإقليمية. ويجد طرفي الصراع من يدعمه عسكريا و سياسيا في موقفه وهو السيناريو الأكثر احتمالا حتي الآن. أو تزداد جهود الوساطة نشاطا حتي تجمع طرفي الصراع.
وغالبا يحتاج هذا الأمر في الصراعات الإفريقية سنوات طويلة. كما حدث في العديد من الدول الإفريقية التي عاشت ويلات هذه التجربة.
كما أن الصين المستثمر الأكبر في إثيوبيا قد لا تتعجل التدخل في هذا الصراع و تنتظر حتي تضع الحرب أوزارها ثم تبدأ التعاون من جديد مع من انتصر.
ولكن السؤال الآن هل هذه الحرب الأهلية الإثيوبية سيكون فيها منتصرا أم نري عدة دول جديدة تنشأ في أفريقيا .. كل السيناريوهات مفتوحة .
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا