أما بعد.. وقد بدأ عام جديد نأمل من الله أن يكون سعيد، وأن ينهي كورونا قتالنا. ونفيق من هذا الكابوس اللعين الذي حول حياتنا إلى هم ونكد وفزع ورعب لا ينتهي خوفًا على أنفسنا ومن نعول.
نبتهل إلى العلي القدير أن يعم السلام بداخلنا، وأن تسترد قلوبنا السكينة، ونفوسنا العافية والهمة في مواجهة ضربات الحياة التي قسمت ظهورنا وألهبت قلوبنا.
مع إطلالة العام الجديد الذي حُرمنا فيه من الاحتفال بقدومه ومشاركة أشقائنا المسيحيين بأعيادهم المجيدة.. نعيش أيامًا قاسية تحت حجر اختياري نلازم فيه منازلنا ونحسب فيه خطواتنا. ونذهب إلى أعمالنا مكممين وننجز أعمالنا وسط الترقب وتحت الإجراءات الاحترازية المشددة حماية لأنفسنا من فيروس الموت.
الفيروس فرد شباكه بحدود مظلة السماء. لم يترك شبرًا في العالم إلا وغزاه، وحول هدؤه إلى فزع وخوف قابضًا للأرواح أو مصيب بسهامه السامة الأجساد ليسلب منها الصحة والعافية ويحول حياة الجميع إلى رعب وهلع.
لقاح كورونا في الطريق لنجدة العالم. والدول والحكومات تبذل قصارى جهدها لإنقاذ مواطنيها من الهلاك.. وما بين الترقب والانتظار ووصول لقاح الحياة والأمل ما علينا سوى المزيد من التشدد في تنفيذ إجراءات الحماية والالتزام بالضوابط . وعدم الاستهانة فأصغر الثغرات في غطاء الحماية ينفذ منها سهم الموت.
غدا الأحد يبدأ تنفيذ قرار الغرامة الفورية على كل من لا يرتدي الكمامة.. نأمل من الجميع الالتزام ليس خوفًا من الغرامة، ولكن حُبًا في الحياة. ولا داعي لـ «الفهلوة » والاستهانة بالأمر. فالكارثة خطيرة والمرض بات في كل مكان وأقرب إلينا مما نتصور.
تبقى كلمة.. لوكان عدونا مرئيًا ومعلومًا لفتكنا به ومزقناه إربًا وقضينا عليه بضربة رجل واحد.. لكنه لهو خفي يذكرنا بأفلام الخيال العلمي. ولا ندري المدة الزمنية لانتهائه.. لكن دعونا نتمسك جميعًا بطوق النجاة لنصل إلى بر الأمان غير فاقدين ولا مفقودين.