الحديث في قضية الوعي يطول باعتباره قضية ترتبط بالفكر والثقافة والدين والتعليم وغيرها من الجوانب الاجتماعية.. وهي من القضايا الخطيرة التي تؤثر في نهضة وحداثة الأمم وأيضا العكس.
لا شك أن الوعي وإدراك الحقائق من العوامل الهامة والمؤثرة في نهضة المجتمعات، ومن هنا كان تركيز الرئيس عبد الفتاح السيسي في مناسبات عدة على هذه القضية في ظل ما تشهده مصر من تحديات ونهضة في شتى المجالات. ومن المؤكد أن ما يحدث على أرض مصر يحتاج إلى مساندة وظهير شعبي لاستمراره والحفاظ عليه. باعتبار أن كل المكاسب التي تحققت وكل جديد يحدث على أرض مصر هو ملك للشعب المصري.
وقبل أيام قليلة التقى الرئيس السيسي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف للوقوف على جهود الوزارة في تدريب وبناء قدرات الأئمة الجدد، وأهمية صقلهم علميًا ومهاريًا تعزز من أداء الجانب الدعوى على أساس صحيح ومستنير والتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف وباقي مؤسسات الدولة لتحقيق الهدف.
صحيح أن وزارة الأوقاف حققت نجاحًا كبيرًا على المستوى الفني لها سواء في مواجهة الأفكار المتطرفة أو استعادة السيطرة على المساجد، وأيضا عمليات التحديث والتدريب للأئمة، ولكن يبقى دورها المجتمعي في قضية الوعي مهمًا للغاية على اعتبار أن هناك لقاء يجتمع فيه غالبية المصريين كل أسبوع مع ممثلي الوزارة في صلاة الجمعة.. مؤكد أنه لقاء للصلاة والعبادة. ولا يجب أن يكون سياسيًا، كما فعل المتطرفون سابقًا من استغلال المساجد لتزييف الوعي وتغيير الحقائق والواقع.. ولكن يجب أن يكون اللقاء والخطب بمثابة دروس حقيقية في الوعي بجوهر الدين الإسلامي الذي يحض على السلام المجتمعي باعتباره أساسا للأمن والسلام والطمأنينة بعيدًا عن الفرقة والشقاق والصراع الذي يقضى على المجتمعات ويحولها إلى أشلاء تعج بالفوضى والفقر والمرض.
وأيضا قيمة العمل الذي يعد في الإسلام عبادة. وهناك الكثير في القرآن الكريم والأحاديث النبوية عن قيمة العمل والاجتهاد واعمار الأرض. وذهب العلماء إلى أن شعار الدين الإسلامي هو العمل في قوله تعالى «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون». وهناك الكثير والكثير من القيم الحضارية والإنسانية التي يجب أن تشكل وعي العامة. وتكون على رأس أهداف وزارة الأوقاف وتحتاج إلى دعاة وأئمة على قدر الثقافة والعلم ليس فقط بالجوانب الدينية. ولكن أيضا بشئون المجتمع والشأن العام.
الحقيقة أن قضية الوعي من التحديات الكبري التي تواجه مصر لأسباب كثيرة منها مستوى التعليم والثقافة وأيضا التطرف والغلو والآثار الاقتصادية نتيجة الحروب وغيرها من العوامل التي أدت إلى تراجع مصر، بعد أن كانت منذ قرن تقود حركة النهضة والتنوير في محيطها العربي والأفريقي.. وها هي الآن تنهض من جديد في شتى المجالات وتحتاج إلى وعي أبنائها بكل ما يحدث على أرضها. وما يدور بمحيطها الخارجي للوقوف على حجم الإنجازات وأيضا التحديات التي تواجهنا. باعتبارها مسئولية مشتركة لكل المصريين في مشروع النهضة الذي يتحقق على أرض الواقع.
حمى الله مصر
نائب رئيس الوفد
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية