أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان ورقة سياسات بعنوان «استغلال مصر لمقوماتها في مصادر الطاقة المتجددة في الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر: الفرص والتحديات»، وذلك ضمن سلسلة من الأوراق في التنمية المستدامة والتحول الأخضر لتخفيف حدة التغيرات المناخية.
وجاءت هذه الورقة في إطار توجه الدولة المصرية بتشكيل لجنة وزارية لتصميم الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر؛ بما يعكس الاهتمام بمزايا الهيدروجين الأخضر كمصدر وقود خال من الكربون خاصةً في ظل تمتع مصر بوفرة في مصادر الطاقة المتجددة وامتلاكها المقومات مما يؤهلها من تحقيق تقدم في مشروعات الهيدروجين الأخضر.
واستعرضت الورقة ماهية الهيدروجين الأخضر والتمييز بينه وبين بقية أنواع الهيدروجين، كما استعرضت الورقة تفصيلاً مزايا وفوائد الهيدروجين الأخضر في شحن المركبات الكهربية وتشغيل المصانع وفي الأغراض المنزلية. ولم تغفل التحديات التي تواجه توطين الهيدروجين الأخضر مثل (قابليته للاشتعال- عدم وجود بنية تحتية لنقل الهيدروجين-صعوبة تكلفة إنتاجه من المصادر المتجددة- صعوبة الشحن- عدم القدرة على المنافسة الاقتصادية مقارنةً بالهيدروجين الرمادي والأزرق).
وأشارت الورقة لفرص مصر في توليد الهيدروجين الأخضر والعوائد الناجمة عن ذلك من تعزيز موقع مصر إقليمياً وسياسياً واقتصادياً كمركز للطاقة المتجددة وزيادة معدل الدخل القومي وخلق فرص عمل خضراء ورفع كفاءة الطاقة وتحسين القطاع الزراعي تحديداً من حيث الأسمدة المستخدمة، ودور الهيدروجين الأخضر في جذب الاستثمارات الأجنبية. وعرضت الورقة بعض التجارب الدولية المتميزة في هذا الصدد للاسترشاد بها والاستفادة منها (التجربة الأمريكية والأوروبية والموريتانية).
وفي ظل تصميم الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، سلطت الورقة الضوء على الاستراتيجية الأمريكية والأوروبية في الهيدروجين الأخضر وكيف يمكن الاستفادة منها لتصميم استراتيجية مُحكّمة.
وانتهت الورقة لعدد من التوصيات في هذا الصدد أهمها:
لابد الأخذ في الاعتبار أثناء رسم استراتيجية الهيدروجين الأخضر، إشراك القطاع الخاص وتحفيزه في سياسات التحول للهيدروجين الأخضر وذلك من أجل الاستثمار فيه مجال تشغيل المصانع.
على الحكومة المصرية، بناء وتوفير عدة محطات شحن للهيدروجين الأخضر فقط وتوزيعها في مناطق مختلفة، لتشجيع المركبات الخضراء وتشجيع المستهلكين للإقبال على وقود الهيدروجين الأخضر
على الحكومة المصرية مراجعة التجارب الدولية البارزة والاستفادة منها؛ لتفادي إغفال أي عنصر قد يعرقل رسم الاستراتيجية.
يجب تخصيص ميزانية هائلة لتطوير البحث العلمي والمراكز القومية البحثية؛ لتشجيع الباحثين على إيجاد سياسات بديلة وحلول لكافة تحديات الهيدروجين الأخضر.
من الضروري، تعزيز الشراكات الدولية والاستفادة بمقومات مصر الجذابة في الطاقة المتجددة؛ لضمان الحصول على تمويل وضمان الاستفادة من الخبرات الأجنبية.
ينبغي على الحكومة، التخطيط لتكوين منتدى اقتصادي خاص بالطاقة المتجددة بما فيها الهيدروجين الأخضر؛ لتعزيز وضع مصر الاقتصادي والجيو استراتيجي والأمني.
يجب إشراك مؤسسات المجتمع المدني في الدور التوعوي بشأن ماهية الهيدروجين الأخضر وكيفية إنتاجه وفوائده حتى لا يكون مستهجناً من المواطنين، ويتم حشدهم بصدد الاستراتيجية وليس ضدها.
يجب الترويج للاستراتيجية المصرية بشأن الهيدروجين الأخضر بشكل منظم؛ لجذب كافة الاستثمارات الممكنة لتمويل مشروعات الهيدروجين الأخضر، ولبلورة دور مصر الريادي في الالتزام بخفض معدلات الاحتباس الحراري وتحقيق التنمية المستدامة.
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار المحلية