بقلم – لينين الرملي
الأغبياء يمتنعون!! هكذا وصفت هذه المسرحية من أولها.
وأعترف أن هذه المسرحية سببت لى وجع الدماغ بالفعل! فأنا لست عبقريا. والكاتب عادة ما يستوحى شخصياته من الواقع الموجود من حوله، ولأن الشخصية الرئيسية هنا لشخص عبقرى فقد تلفت حولى طويلا أبحث عن العباقرة من حولى. ولا شك أن بيننا بعض العباقرة ولكن الكثير منهم يذهبون إلى بلاد أخرى كى يعملوا فى أجواء مناسبة. أما العباقرة الذى يظلون بيننا فيلاقون عنتا كثيرا واضطهادا فيضطرون أحيانا كثيرة أن يخفوا عبقريتهم حتى لا يكرههم من حولهم، خاصة إذا كانوا هو فى أول حياتهم.وفى النهاية كان على أن اخترع شخصية العبقرى اختراعا.
وبعد فترة وجدت عبقريا خلقته من خيالى. فوجدته يعيش مع أمه فى قرية فقيرة للغاية يتحكم فيها بعض الانتهازيين لكنهم أيضا جهلاء كما هى العادة.
أما البطل فرأيته شخصا ترك المدرسة بعد قليل والتى يحرص أغلب الآباء على أن يلتحق أولادهم بها! وراح يضرب فى الأرض، يتحسس الحجر والشجر والفئران والحيوانات، بل الناس، يحاول أن يعرفهم بأن يراقبهم من بعيد بدلا من أن يتعامل معهم. لذا بدا أمامهم كغبى شديد الغباء بينما كان هو يراهم فى رأيه مجرد كائنات مثل غالبية الشخوص الذين يعتقدون أنهم يتميزون بالفهم العميق. وارتاح الغبى إلى هذا وبدأ يتظاهر بالغباء الشديد أمامهم حتى لا يخشوا منه وترك المدرسة حتى ينطلق بعيدا عنهم.
ولكن أمه التى يعيش معها كانت هى الوحيدة التى شعرت بأنه مختلف عنهم بل أدركت أنه عبقرى على نحو ما. ولذلك كانت معه عندما أصر أن يترك المدرسة ليحاول أن يتعرف بنفسه على الحياة من حوله. وكانت النتيجة أن الجميع لم يكتشفوه بل كانوا يتندرون عليه وإذا صدر منه قول أو عمل أو أدرك أحدهم أنه يفهم يعاملونه بخشونة واضطهاد خاصة من قبل المدرسين بجانب أقرانه، أما هو فقد تعود على ذلك ولم يعد يحزن لهذا لأنهم لا يخشون شيئا منه. لكنه كان يفكر طول الوقت لكى يصلح بعض الأمور ثم انكشف وبدأ الناس يعرفون أنه خطير وبعضهم حاول أن يستميله ليستفيد منه.
وبالطبع حاولت الثرية الجميلة أن تستولى عليه بمالها وجمالها. وتكاتف معها من كان يطمع فيها فأصبح يطمع فى العبقرى. وفجأة ساد صيته فجاء له بعض العلماء من بلدان مختلفة لاستغلال علمه وأخيرا وصل الأمر إلى السلطات فجاء المسئولون لكى يستفيدوا منه وحققوا معه فلم يكذب وباح لهم بكل شيء، ولكنهم أرادوا أن يتعاملوا معه فى إطار مبالغ قليلة كأنه موظف فى الحكومة خاصة أنه غير متعلم.
هل نجحت فى هدفى؟ ربما إلى حد ما. فقد حشدت فى المسرحية شخصيات كثيرة ومشاهد كثيرة وربما كان على أن أختصرها فقد قصدت أن أسجل الكثير من الجهل واللؤم وباقى الشخصيات المخادعة وغيرها. ولم أستطع تقديم كل هذه الأنماط بسهولة. أما بطل المسرحية الوجه الجديد وقتها فى أول بطولة له أى أشرف عبدالباقى فقد غلب عليه أن يسرح أحيانا إلى ما جبل عليه من هزار وقفشات تخرج عن إطار العمل وهو أمر معروف فى مسارحنا. فى أكثر الأعمال فى مسارحنا الخاصة ومسارح الدولة كذلك، وحتى الان لكنى تغلبت عليها فى كثير من عروضى ثم كتبت فى البانفلت: أرجو أن تعجبكم المسرحية رغم صعوبتها الأخرى فكلنا نضحك على الغبى.. لأننا نظن بأنفسنا الذكاء!. فى حين أننا نكره الذكى.. لأنه يذكرنا بأننا أغبياء! وإذا كانت مشكلة الغبى أنه لا يعرف أنه كذلك…. فمشكلة الذكى أنه لا يكتشفه إلا من كان ذكيا مثله! ولقد وضعت كل أملى…. على المتفرج الذكي! لكنى أشفق عليه لو اكتشفه بعض الناس من حوله، الذين يكرهون الأذكياء.