تظل الحكمة التي جاء بها سقراط «تكلم حتى اراك» خالدة .. فالكلام هو جواز المرور إلى العقول وليس المظهر أو الشكل، الذي يمكن أن يخدع أحياناً «ليس كل ما يلمع ذهباً» فإن ما يخفيه المرء في أعماقه هو الأساس الذي يأخذ به. ويعبر عنه بالكلام.
والثقافات الإنسانية تمتلئ بمثل هذه الحكمة، إذ قال الإمام على بن أبى طالب «الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام» أي أن الكلام يحدد أي الرجال أنت، إذا كنت عاقل.. أحمق .. متزن.. مسئول.. صاحب رأي أم إمعة، وهذا لا يعني الثرثرة التي لا طائل منها، لأن الثرثرة نقص للإنسان شأنها شأن الإنسان الأبكم الذي لا يتكلم على الإطلاق.
ويبرر ذلك أن الأمور لا تستحق التعليق عليها فيضيع بسكوته كل حقوقه في الحياة. فكلامك يعبر عن وجودك. والعالم الآن يختفي وراء عوالم افتراضية تحجب الرؤية الحقيقية للأشخاص المدونين. فهؤلاء يعجزون عن مواجهة العالم الحقيقي لأن معظمهم سوف يتلعثمون ويفقدون حرارة ما يكتبون ولتصبح كلماتهم في عالمهم الافتراضي أقرب إلى التمثيل والمغالطة.
لم نقصد أحد!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية